|


رياض المسلم
ليمون «أبو زهيرة» ليس ترفيها
2020-04-03
لدى بعضنا هوس الخروج من المنازل، من أجل أن يشاهد الشارع فقط، المطالب بالبقاء في المنازل هذه الأيام تتصاعد من قبل الجهات الحكومية والخاصة، حرصًا على السلامة وتجبنًا للإصابة بفيروس كورونا، ولكن رغم ذلك إلا أن بعضهم يتعمد مغادرة منزله مانحًا نفسه عذرًا بأنه سيبتاع مواد غذائية أو مستلزمات خاصة..
أحد أصدقائي يخرج يوميًّا من المنزل بعد صلاة الظهر، وكل يوم يصور في ماركت ويضع ما التقطت أنامله في “السناب شات”، استفزني لكثرة خروجه فسألته: “لماذا لا تبقى في منزلك، فخروجك بشكل يومي يشكل خطرًا عليك وعلى عائلتك، ومن الممكن أن تلتقط عدوى”.. أجابني وهو غير مقتنع بسؤال: “ياخي أنا أطلع بسبب الحاجة الملحة”..
اضطررت أن أكون أكثر تدخلاً في شؤونه الخاصة، فإجابته لم تقنعني، وسألته عن الأسباب فقال: “يوم أشتري خبز ويوم ثاني برتقال وثالث بسبب ليمون ابو زهيرة ومرة علشان الخضار على حسب طلبات الأهل”..
قلت له: “ألا يمكن أن تجمع الطلبات وتجلبها في يوم واحد خصوصًا أنها في الماركت ذاته، وتبتعد عن خطر الخروج الذي قد يصيبك بالعدوى في إحدى المرات”..
حاول أن يلوذ بالفرار من كلامي ومحاولة إقناعي إياه بالبقاء في المنزل، ولكنه اعترف في الأخير، وقال: “تبي الصدق طلعت السوبر ماركت بالنسبة لي توسع الصدر ما عندنا إلا هي هذي الأيام، وأنا أحس أني أترفه وأنا طالع كل يوم”..
للأسف أن بعضنا يعتقد أن الذهاب إلى الماركت وتسوق الخضار والفواكه والمواد الغذائية وغيرها من المستلزمات يدخل تحت بند الترفيه بالنسبة لهم، هؤلاء لا يشعرون بحجم المخاطر التي تحيط بالعالم أجمع.. نحن نواجه وباءً اجتاح الكرة الأرضية، وشل حركتها وعطل مطاراتها، وهز اقتصادها وملأ مستشفياتها وصبغ الحزن على بيوتها.. التحذيرات لا تهدأ يوميًّا في كل مكان، وفي بلدنا السعودية الإجراءات الاحترازية والوقائية والعمل الدؤوب على مدار الساعة لتجنيبنا التعرض لهذا الفيروس المستجد، وما يحزنك أن تواجه أشخاصاً مثل صديقي الذي لا يزال يعيش في أيام الترفيه وهمه الخروج متحججًا بأمور ثانوية لا تدخل في دائرة الحاجة الملحة..
لا أعرف ماذا سيفيده “ليمون أبو زهيرة” الذي خصص له يومًا كاملاً من أجل شرائه في حال التقط عدوى بهذا الوباء أثناء خروجه ونقله إلى عائلته، فعلى الجميع أن يدرك بأننا نمرّ في مرحلة تتطلب تكاتف الجميع والالتزام بالتعليمات للخروج من هذه الأزمة بمشيئة الله.. وبعدها سيخرجون من المنازل وهم بخير وعافية..