في منتصف الثمانينيات الميلادية، سعدت بدخولي المدرسة، لكن سرعان ما تلاشت أفراحي بعد مشاهدة الطلاب يبكون يريدون العودة إلى منازلهم، وبعد مرور دقيقة مر معها معلم يحمل عصير “سان توب” وبعض الحلويات فقال لهم “تريدون البيت أو اللي معي”، فضحوا بأهلهم مقابل حفنة من البسكويت والعصير.. في زمننا الحال يبدو إسكات الصغار مكلفًا ماديًا..
اعتدت المشي بعد الخروج من مدرستي في حي السويدي، فلم أكن أخاف وقتها إلا من الكلاب الضالة التي كانت منتشرة بكثرة وحاولت تطبيق نصيحة زميلي: “إذا واجهت الكلب لا تنحاش وقف وهو بيروح”.. وآخر قال “حاول أن تنبح مثله وسيخاف منك”.. والمصيبة لم يكن في أيامنا قوقل لتسأله عن صحة المعلومة، أقاويلهم مبنية على التوقعات يريدون أن تجرب فإذا نجحت خطتهم يقولون: “شفت ما قلنا لك”، وفي حال فشلت سيقولون الكلب عرف إنك خايف من عيونك..
في الشارع القريب من منزلنا.. حفريات وأعمال صيانة تنفذها شركات كورية، فكانت العمالة من البلد ذاته، فتلك الشركات أسهمت يومها في تنفيذ البنية التحتية في بعض من المشاريع في السعودية بنجاح، وعندما كنت أمر بجانب تلك العمالة ألقي عليهم التحية ويبادلوني إياها، كانوا ودودين، بنيت صداقة معهم ليحموني في حال هاجمني ذلك الحيوان..
بعد مرور أيام اختفت تلك الكلاب الضالة، وسألت خالي وكان في الثلاثين من عمره، عنها، فأمسك بيدي وخرجنا إلى الشارع وأشار بيده إلى العمالة الكورية، قفلت له إنهم أحسنوا العمل بإبعادهم فهز برأسه مخالفني الرأي وقال: “أكلوهم”..
تراجعت ببطء ودخلت إلى البيت، فلم أعتد من خالي العزيز أن يكذب أو يخيفني..
وبعدها كنت عندما أقابل الكوريين “اصدقاء الأمس” أتجنبهم وأركض خشية منهم، وفجأة بجانبي كلب يركض معي خوفًا منهم.. عدو عدوي.. صديقي..
تشير الدراسات إلى ان كوريا الجنوبية تُعد أولى الدول المصنفة في أكل الكلاب وتشتهر في مطاعمها وجبتان رئيستان “سلطة الكلب ونقانق الكلب”.. أي نفس تشتهي تذوقه.. وتأتي الصين في المرتبة الثانية، فهم يأكلون ما يقارب 8 ملايين كلب سنويًا..
في مقطع فيديو من أحد الأسواق الصينية، آلاف الكلاب محجوزة في صندوق تنتظر دخولها إلى المسالخ ومن ثم المطاعم، فتذكرت على الفور كلام خالي الدكتور أبو أسامة، المنظمات الحقوقية والصحية يجب أن تتحرك لتوقف ممارسات الصينيين، فلا نريد أن نقضي بقية أيام حياتنا في المنازل وتتعطل المصالح ويشلّ العالم بسبب الأكل المقزز داخل سور الصين.
اعتدت المشي بعد الخروج من مدرستي في حي السويدي، فلم أكن أخاف وقتها إلا من الكلاب الضالة التي كانت منتشرة بكثرة وحاولت تطبيق نصيحة زميلي: “إذا واجهت الكلب لا تنحاش وقف وهو بيروح”.. وآخر قال “حاول أن تنبح مثله وسيخاف منك”.. والمصيبة لم يكن في أيامنا قوقل لتسأله عن صحة المعلومة، أقاويلهم مبنية على التوقعات يريدون أن تجرب فإذا نجحت خطتهم يقولون: “شفت ما قلنا لك”، وفي حال فشلت سيقولون الكلب عرف إنك خايف من عيونك..
في الشارع القريب من منزلنا.. حفريات وأعمال صيانة تنفذها شركات كورية، فكانت العمالة من البلد ذاته، فتلك الشركات أسهمت يومها في تنفيذ البنية التحتية في بعض من المشاريع في السعودية بنجاح، وعندما كنت أمر بجانب تلك العمالة ألقي عليهم التحية ويبادلوني إياها، كانوا ودودين، بنيت صداقة معهم ليحموني في حال هاجمني ذلك الحيوان..
بعد مرور أيام اختفت تلك الكلاب الضالة، وسألت خالي وكان في الثلاثين من عمره، عنها، فأمسك بيدي وخرجنا إلى الشارع وأشار بيده إلى العمالة الكورية، قفلت له إنهم أحسنوا العمل بإبعادهم فهز برأسه مخالفني الرأي وقال: “أكلوهم”..
تراجعت ببطء ودخلت إلى البيت، فلم أعتد من خالي العزيز أن يكذب أو يخيفني..
وبعدها كنت عندما أقابل الكوريين “اصدقاء الأمس” أتجنبهم وأركض خشية منهم، وفجأة بجانبي كلب يركض معي خوفًا منهم.. عدو عدوي.. صديقي..
تشير الدراسات إلى ان كوريا الجنوبية تُعد أولى الدول المصنفة في أكل الكلاب وتشتهر في مطاعمها وجبتان رئيستان “سلطة الكلب ونقانق الكلب”.. أي نفس تشتهي تذوقه.. وتأتي الصين في المرتبة الثانية، فهم يأكلون ما يقارب 8 ملايين كلب سنويًا..
في مقطع فيديو من أحد الأسواق الصينية، آلاف الكلاب محجوزة في صندوق تنتظر دخولها إلى المسالخ ومن ثم المطاعم، فتذكرت على الفور كلام خالي الدكتور أبو أسامة، المنظمات الحقوقية والصحية يجب أن تتحرك لتوقف ممارسات الصينيين، فلا نريد أن نقضي بقية أيام حياتنا في المنازل وتتعطل المصالح ويشلّ العالم بسبب الأكل المقزز داخل سور الصين.