|


فهد عافت
أخلاق الضّحك!
2020-04-11
ـ لم أجد ما هو أدلّ على الرزانة من خِفّة الظِّل شيئًا!.
ـ يَنسب بعضهم لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: “ من كانت فيه دعابة فقد بَرِئَ من الكِبْر “!.
ـ الفَكِه، خفيف الظِّل، أبعد ما يكون عن الغطرسة. غير أنّ بعضهم، ممّن يريد واحدهم تقديم نفسه للآخرين على أنه خفيف ظِلّ، قد يقع في البجاحة!. ولا أرى البجاحة إلا وجهًا من وجوه الغطرسة!. فمن تبجّح فقد تغطرس، ومن تغطرس فقد ثَقُل!.
ـ الدّعابة طفلة صغيرة حافية القدمين تخرج من بيت التواضع وتلعب عند الباب!. إن ابتعدت عن سور البيت ضلّت الطريق، أو أنها ليست من أهل البيت أصلًا!. ولأنها طفلة صغيرة، فإنها تعرف ذلك بفطرتها!.
ـ قريبًا من هذا كان “فرويد” يُدَنْدِن: “الفكاهة نوع من الإلهام، والإلهام نتائج اللاشعور”!.
ـ قد لا تتكشّف، بغير صعوبة، رزانة من يتحدّث حديثًا جادًّا. هو ما لم يغضب، أو ما لم يكذب، فإنه سيكون في نظرنا رزينًا، حتى لو لم يكن في حقيقته كذلك!. أمّا الفكِه المَرِح الضحوك، فإنه يسمح لنا بقياس أقرب إلى الصّحّة، وأكثر دِقّةً، فيما يخصّ رزانته!.
ـ ذلك أنه وعبر الطُّرفة والحكاية وحتى “المقلب” يتيح لنا فرصة أكبر بكثير لقياس فكره ونباهته وتربيته وأخلاقه ومدى عفّة لسانه، وقدرته على الالتقاط وانتقاء الوقت المناسب، وسرعة بديهته، وسعة خياله، وبُعْد مرماه!.
ـ قلت: “وحتى المَقْلَب” وأموتُ وفي نفسي شيء من “حتّى” هذه!.
ـ ذلك أنني لا أعتبر المقالِب من الفكاهة ولا من خفّة الظِّل!، إلا في أضيق الحدود، وفي حضور المحبة والاحترام والتكريم، وهي أمور قلّما تظهر في المقالِب، فمعظم المقالِب، أو كلّها تقريبًا، إنما تذهب للضحك على إنسان!. أو لإضحاك الآخرين عليه، مع استثنائه من حفلة الضحك هذه!.
ـ كما أنّ في المقالِب استعلاء تصعب تَنْحِيَتهُ وإزالته!. دليل ذلك أنّ الإنسان لا يمكنه أن يفكّر مجرّد تفكير بصُنع مَقْلبٍ في إنسان آخر يرى أنه أعلى منه مكانة وأكثر قوّةً وأعزّ نَفَرًا!.
ـ كلّ دعابة تُورث شحناء، ليست من الفكاهة في شيء، وإنْ أضحَكَتْ!.

ـ قفلة:
يُمكن للشّامت أن يفرح، أمّا أن يسعد..؟!.