|


مساعد العبدلي
بتر العضو الفاسد
2020-04-13
عندما يعاني أحد أعضاء جسم إنسان ما فإنه يرقد على السرير الأبيض لفترة طويلة يبذل خلالها الأطباء كل ما يمكن بذله للعلاج..
ـ يمتاز الأطباء “بطبيعة عملهم” بخصلتين مهمتين: الصبر في التعامل مع المريض والخصلة الثانية في أنهم يبذلون كل المحاولات..
ـ بالنسبة للصبر فيتمثل في ضرورة منح الدواء وقتاً كافياً قبل الحكم عليه وانتظاراً لاستجابة العضو المصاب في الجسم من عدمه.. كما أن الصبر يتمثل هنا في “التريث” قبل الانتقال للمرحلة التالية من العلاج..
ـ أما خصلة بذل كل المحاولات فأعني بها أن الطبيب يجعل “الكي آخر العلاج” هي آخر الخطوات وذلك من خلال بذل المحاولات المتعددة والمختلفة سواء بنوعية العلاج أو حتى آليته..
ـ وعندما ينفد الصبر وتنتهي المحاولات يلجأ الطبيب للحل “الأخير” وهو ما يسمى في المثل الشعبي “الكي”، لكن عند الأطباء العلاج الأخير للعضو المصاب هو “البتر” حماية لبقية الجسد..
ـ المجتمع لا يختلف عن “جسد” الإنسان فهو “أي المجتمع” مجموعة من الناس “تماثل أعضاء الجسد البشري”، وكلما عجز أي من الناس عن خدمة المجتمع أصبح “عالة” تعيق تماسك المجتمع وتقدمه وحتى إنتاجيته..
ـ هنا يبذل المجتمع “كأفراد أو كدولة” جهوداً كبيرة من أجل “معالجة” ذلك الشخص “المصاب بلوثة تضر المجتمع”، ومتى نجحت جهود العلاج فهذا أمر طيب يصب في مصلحة المجتمع ومتى فشلت فلا بد من “بتر” ذلك الإنسان لكي “لا يفسد” مجتمعاً بأكمله...
ـ خلال أزمة كورونا “تماسك” المجتمع السعودي “مواطنين ومقيمين” فيما بينهم، وكذلك مع القيادة السياسية والصحية، وتمثل ذلك في الالتزام بما يصدر من “تعليمات” و”توجيهات” عكس “وعي” المجتمع و”رقيه”، وفي ذات الوقت ثقته في قيادته وولائه التام..
ـ هكذا كان وما زال “أغلب” المجتمع خلال الأزمة مع “خروج” بسيط لأشخاص “لا يمثلون” المجتمع عندما صدرت عنهم تصرفات تقود إلى “الإرجاف وإثارة الرعب والهلع”.. أشخاص يشابهون الأعضاء الجسدية التي تستوجب “البتر”..
ـ الدولة “بكل قطاعاتها” لم تأل جهداً في مطاردة “الخارجين” ومعاقبتهم، وعلينا “كأفراد في المجتمع مواطنين ومقيمين” أن “نعاون” الدولة في الإبلاغ عن أي “خارج” عن وحدة المجتمع وتماسكه..
ـ علينا كمجتمع أن نسعى “لبتر” تلك الأعضاء “الفاسدة” من خلال نبذهم وعدم التعامل معهم إذا لم تنجح معهم العقوبات..