|


تركي السهلي
صحة ووظيفة
2020-04-18
لا شيء يشغل البشرية الآن إلا الصحة والوظيفة للبقاء على الأرض ولا قلق إلا على فقدان العمل وتفشي المرض. لا أحد يفكر هذه الايّام إلا بالخلاص من شبح كورونا المتمدد والخروج من المأزق بكل تداعياته والتمسك بمصدر الدخل. لكن العالم الصناعي يخسر على نحو كبير، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر البلدان تضرراً من الجائحة من حيث الإصابات، بلغ عدد الذين تقدموا بطلب إعانة بطالة 20 مليون عاطل خلال شهر مع هبوط يُعد الأكبر في إنتاج المصانع منذ 1946م.
وفي الصين ضرب انكماش الناتج المحلي الاقتصاد ليتراجع بمقدار 6.8 في المئة في فصل واحد وسط حالة لم يتعرض لها التنين العملاق منذ نحو 60 عامًا.
ما الذي يمكن أن تفعله كًرة القدم وأهلها وأموالها في ظل وضع كهذا؟
هذا السؤال المطروح وسط خسائر الجائحة وتوقع الآثار المستقبلية لضررها يُعطي تصوّراً كاملاً لأي شخص في أن الدوريّات المحليّة لن تُعيد الوظائف للملايين من الناس ولن تنقذ الاقتصاديات من التراجع الحاد، ولن تدفع باتجاه التعافي التجاري ولن يرافق عودة منافساتها سوى مؤشر أن البشر يتمسكون بالحياة وأن تُظهر المسائل على نحو أخف من التصوّر. والواقع يقول إن العالم لن يسير على قدميه ولن يقترب من بعضه إلا مع نهاية العام، وأن الملاعب ستظل بلا جماهير حتى إن عادت المستديرة للتدحرج واللاعبون للركض.
ومع ما يمر به العالم من تعطّل تام في خطوط النقل الجوي، واتجاه شركات الطيران إلى محاولة استئناف الرحلات سبتمبر المقبل، وفي ظل فصل المدن، والمناطق عن بعضها، والتشدد في الحجر المنزلي، وإجراءات التباعد الاجتماعي، خرج علينا الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين بموعد استئناف لدوري محمد بن سلمان للمحترفين وبقية المسابقات في الأسبوع الثاني من شهر أغسطس المقبل ـ بحسب ما نشرته صحيفة “ الرياضية “ في عددها الصادر أمس الأول. والحقيقة أن الاتحاد بعيد جداً عن القرار حتى إن حاول تمرير عكس ذلك في التسريب الصحفي كون الأمر أكبر في حجمه من مجلس الإدارة ورئيسه، وأن من يفكر في كل ما يدور أكثر يقظة من ياسر المسحل وفريق عمله. لقد ظل الاتحاد الأهلي معزولاً منذ منتصف مارس الماضي عن تزويد المهتم والمتابع بتفصيلات صغيرة جداً عن سير العمل وعن تقديراته الخاصة للظرف من منطلق اختصاصه، وبالتالي ليس بمقدوره إقناع المكوّن الرياضي بأكمله بمقترحاته الغارقة في الضبابية وضعف التدبير.