ـ كلّ أهل الفكر والفنّ والثقافة يعرفون، ويُنكرون!، وجود وباء أقدم من “كورونا”. مرتعه مرتع “كورونا”: التّجمّعات!. وباء ليس له اسم مُحدّد، ولذلك، وبما أنه يشبه “كورونا” في طريقة انتشاره وأضراره، لا أجد حَرَجًا من تسميته اليوم: وباء “كونونا”!.
ـ ما هو وباء “كونونا” هذا، وما حكايته، ومن أي ناحية يتشابه مع “كورونا”؟! هذا هو حديثنا اليوم!.
ـ ما إنْ يتشكّل وسط ثقافي، أو تنطلق حركة أدبية ما، حتى يتعارف أصحابها، معرفة اجتماعية!. يلتقون في جلسات خاصة، ويجتمعون في ندوات وأمسيات عامّة، ويحضرون بدعوات رسميّة محافل. يتصافحون، ويتبادلون أرقام الهواتف، وعناوين!.
ـ يصيرون صحبة، تربطهم علاقات إنسانيّة، و”عيش وملح”، ومصالح اجتماعية وفكريّة وإعلامية، وأحيانًا تجاريّة!.
ـ يظنّ أي مبدع شاب بضرورة ارتباطه بهم، والتواصل معهم، للحصول على بطاقة تعريف، تسمح له بالمرور!. المصيبة أنّ ظنه صحيح وفي محلّه!. هو ما لم ينضم إليهم، أو إلى مجموعة منهم فلن يجد له ظَهْرًا!. وهو بحاجة إلى مثل هذا الظَّهْر، خاصةً في بداياته، اتّقاءً للضربات المتوقّعة على بطنه!. والمثل المصري يقول: “اللي ليه ظهْر ما ينضربش على بطنه”!. لم يقولوها عبثًا: خبرة سنين!.
ـ وهكذا، تتشكّل بسرعة “تابوهات”!. تُحلّل وتُحرّم، وتسمح وتكبح، وتُعطي وتمنع، وتخطّ وتمحو!. وما هي إلا فترة بسيطة، حتى تجد أن أصحاب تلك الحركة الإبداعية قد توقّفوا عن الحركة وبالتالي عن الإبداع!.
ـ الأماكن محجوزة!. المسمّيات محجوزة!، والأفكار محجوزة أيضًا!.
ـ الأساتذة أساتذة لا يُمكن الاقتراب منهم، وهم فقط من يمنح تراخيص المرور!. ومن أُطلق عليه وصف مُبدع، هو مبدع على طول الخط!. وأي محاولة لمناقشة رأي أحدهم أو الاختلاف معه، أو انتقاده، تصير وكأنها موجّهة للمجموع لا لفرد!. يصيرون عصابة!.
ـ وقد يختلفون فيما بينهم، لكنهم وبحكم المجموعة التي يجب أن تبقى حديديّة، وبأثر واضح، لا يمكن ستره أو غمره أو طمره، من العلاقات الإنسانية المتشابكة الشابكة، يتحاشى كل واحد منهم انتقاد صاحبه!، بل ينبري للدفاع عنه متى ما وجد أنه بحاجة لمن يدافع عنه!.
ـ ليس في مثل هذا الدفاع عيب، فيما لو أنه كان صادرًا عن قناعة وإيمان بالفكرة والرأي والطرح. لكنه كثيرًا ما يحدث لسبب آخر تمامًا: إمّا خوفًا من أن اقتراب النار من ثيابه هو شخصيًّا، وإمّا ردًّا لجميل سابق، إنساني أو أدبي!، وإمّا تقديمًا للسّبت تحت شعار مثل مصري آخر: “من قَدّم السّبت يلقى الحد “الأحد” قدّامه”!. وإمّا لمجرّد المحافظة على رباطة جأش و”جيش” المجموعة!.
ـ يتم تناسي أسباب تشكّل الحركة الفكريّة الأولى!. تلك التي انطلقت من شباب حيويّ، حرّ، يقول رأيه بشجاعة وأدب، وويُقدّم نموذجه بعيدًا عن التّوصيات والمحاذير!. هُم أنفسهم هؤلاء الشباب، وما إن تترسّخ حركتهم، يكونون قد كبروا في السن قليلًا أو كثيرًا. خبرتهم الاجتماعية تطعن حيويّتهم الأدبية في الخاصرة!. وعلاقاتهم الإنسانية مع بعضهم بعضًا تحول بينهم وبين آرائهم في نتاج بعضهم بعضًا!.
ـ ما إن يتم تشكيل المجموعة “الحديديّة” حتى يتم نسيان أصحابها لغاياتهم الأولى: أن يلمع كل واحدٍ منهم وأن يكون لبريقه أصالة ونُدرَة الذّهب!. من الذهب إلى الحديد.. يا للدّحْدَرَة!.
ـ تغيب المشاكسات الموهوبة. تتجمّد الحركة في صورة فوتوغرافية!. وإلى أن تتشكّل حركة جديدة تعصف بهم!، يستغل بعض أصحاب المواهب المشوّهة والأفكار المضروبة الموقف، ويعيثون نشازًا!. الأمر الذي يجعل أصحاب الحركة السابقة أكثر تمسّكًا بمناصرة بعضهم بعضًا!. وسواء قيلت علنًا، أو أُضمرتْ، فإن حكاية “من ليس معنا فإنه علينا” تَقسِم وتَقصم!.
ـ هذا هو وباء “كونونا” الذي ينتشر فيروسه القاتل بين الأدباء والمثقفين وأهل الفن والفكر والإعلام، والسبب “تجمّعاتهم”!.
ـ قفلة:
ما وجدت مفكّرًا حرًّا، ولا أديبًا بحق، إلا وكانت العزلة شكلًا أصيلًا من أشكال حياته، فإنْ كانت له صحبة حقيقية، فبعدد قليل، وهي في الغالب صحبة من خارج مجاله!.
ـ ما هو وباء “كونونا” هذا، وما حكايته، ومن أي ناحية يتشابه مع “كورونا”؟! هذا هو حديثنا اليوم!.
ـ ما إنْ يتشكّل وسط ثقافي، أو تنطلق حركة أدبية ما، حتى يتعارف أصحابها، معرفة اجتماعية!. يلتقون في جلسات خاصة، ويجتمعون في ندوات وأمسيات عامّة، ويحضرون بدعوات رسميّة محافل. يتصافحون، ويتبادلون أرقام الهواتف، وعناوين!.
ـ يصيرون صحبة، تربطهم علاقات إنسانيّة، و”عيش وملح”، ومصالح اجتماعية وفكريّة وإعلامية، وأحيانًا تجاريّة!.
ـ يظنّ أي مبدع شاب بضرورة ارتباطه بهم، والتواصل معهم، للحصول على بطاقة تعريف، تسمح له بالمرور!. المصيبة أنّ ظنه صحيح وفي محلّه!. هو ما لم ينضم إليهم، أو إلى مجموعة منهم فلن يجد له ظَهْرًا!. وهو بحاجة إلى مثل هذا الظَّهْر، خاصةً في بداياته، اتّقاءً للضربات المتوقّعة على بطنه!. والمثل المصري يقول: “اللي ليه ظهْر ما ينضربش على بطنه”!. لم يقولوها عبثًا: خبرة سنين!.
ـ وهكذا، تتشكّل بسرعة “تابوهات”!. تُحلّل وتُحرّم، وتسمح وتكبح، وتُعطي وتمنع، وتخطّ وتمحو!. وما هي إلا فترة بسيطة، حتى تجد أن أصحاب تلك الحركة الإبداعية قد توقّفوا عن الحركة وبالتالي عن الإبداع!.
ـ الأماكن محجوزة!. المسمّيات محجوزة!، والأفكار محجوزة أيضًا!.
ـ الأساتذة أساتذة لا يُمكن الاقتراب منهم، وهم فقط من يمنح تراخيص المرور!. ومن أُطلق عليه وصف مُبدع، هو مبدع على طول الخط!. وأي محاولة لمناقشة رأي أحدهم أو الاختلاف معه، أو انتقاده، تصير وكأنها موجّهة للمجموع لا لفرد!. يصيرون عصابة!.
ـ وقد يختلفون فيما بينهم، لكنهم وبحكم المجموعة التي يجب أن تبقى حديديّة، وبأثر واضح، لا يمكن ستره أو غمره أو طمره، من العلاقات الإنسانية المتشابكة الشابكة، يتحاشى كل واحد منهم انتقاد صاحبه!، بل ينبري للدفاع عنه متى ما وجد أنه بحاجة لمن يدافع عنه!.
ـ ليس في مثل هذا الدفاع عيب، فيما لو أنه كان صادرًا عن قناعة وإيمان بالفكرة والرأي والطرح. لكنه كثيرًا ما يحدث لسبب آخر تمامًا: إمّا خوفًا من أن اقتراب النار من ثيابه هو شخصيًّا، وإمّا ردًّا لجميل سابق، إنساني أو أدبي!، وإمّا تقديمًا للسّبت تحت شعار مثل مصري آخر: “من قَدّم السّبت يلقى الحد “الأحد” قدّامه”!. وإمّا لمجرّد المحافظة على رباطة جأش و”جيش” المجموعة!.
ـ يتم تناسي أسباب تشكّل الحركة الفكريّة الأولى!. تلك التي انطلقت من شباب حيويّ، حرّ، يقول رأيه بشجاعة وأدب، وويُقدّم نموذجه بعيدًا عن التّوصيات والمحاذير!. هُم أنفسهم هؤلاء الشباب، وما إن تترسّخ حركتهم، يكونون قد كبروا في السن قليلًا أو كثيرًا. خبرتهم الاجتماعية تطعن حيويّتهم الأدبية في الخاصرة!. وعلاقاتهم الإنسانية مع بعضهم بعضًا تحول بينهم وبين آرائهم في نتاج بعضهم بعضًا!.
ـ ما إن يتم تشكيل المجموعة “الحديديّة” حتى يتم نسيان أصحابها لغاياتهم الأولى: أن يلمع كل واحدٍ منهم وأن يكون لبريقه أصالة ونُدرَة الذّهب!. من الذهب إلى الحديد.. يا للدّحْدَرَة!.
ـ تغيب المشاكسات الموهوبة. تتجمّد الحركة في صورة فوتوغرافية!. وإلى أن تتشكّل حركة جديدة تعصف بهم!، يستغل بعض أصحاب المواهب المشوّهة والأفكار المضروبة الموقف، ويعيثون نشازًا!. الأمر الذي يجعل أصحاب الحركة السابقة أكثر تمسّكًا بمناصرة بعضهم بعضًا!. وسواء قيلت علنًا، أو أُضمرتْ، فإن حكاية “من ليس معنا فإنه علينا” تَقسِم وتَقصم!.
ـ هذا هو وباء “كونونا” الذي ينتشر فيروسه القاتل بين الأدباء والمثقفين وأهل الفن والفكر والإعلام، والسبب “تجمّعاتهم”!.
ـ قفلة:
ما وجدت مفكّرًا حرًّا، ولا أديبًا بحق، إلا وكانت العزلة شكلًا أصيلًا من أشكال حياته، فإنْ كانت له صحبة حقيقية، فبعدد قليل، وهي في الغالب صحبة من خارج مجاله!.