|


رياض المسلم
الفنانة «الطعم».. حيّرت ويكيبيديا
2020-04-26
ما إن يضع الصياد السنارة على كتفه وينطلق إلى البحر حتى يبدأ “الكلاسيكو” الذي يجمعه مع الأسماك ولكن من دون جمهور أو حكم أو وقت.. تبدأ المباراة فإذا تمكن من إخراج السمكة إلى اليابسة فهو فائز وإذا هربت.. يخسر.. تلك المنافسة تستمر بين الطرفين.. والأنظار تتجه لهما.. ولكن لا أحد يسأل عن “الطعم” الذي استخدمه الصياد لجذب الأسماك.. فيبقى وسيلة بسيطة لإخراج ما في البحر من مخلوقات إن أقنعهم..
في برامج “المقالب” يتجه بعض منتجيها إلى الاستعانة بنجم أو نجمة في مجال التمثيل أو الغناء أو الإعلام أو الرياضة ليمثل دور “الطعم” لاستدراج ضيف للسنارة.. العيون تركز على الضيف والمضيف فهما من ينال المكاسب الإعلامية والتفاعلية والتاريخ يحفظ ما قدموا والجغرافيا تتوسع في الحديث عنهم، أما الفنان “الطعم” فلا يذكر، نار الشهرة والمجد تتقد عند نجوم البرنامج، ويخلفون الرماد لمن رضي على نفسه أن يكون “الطعم”..
الفنانة أروى تمثل دور “الطعم” في برنامج “رامز مجنون رسمي” مع الفنان رامز جلال، لن أفصّل في دورها، فـ”الطعم” لا يحتاج إلى تعريف..
أروى نجحت في أن تكون مطربة مميزة، كما كان لها حضور جيد في بعض البرامج التلفزيونية التي قدمتها، وحققت مكاسب عدة.. باختصار مسيرتها الفنية والإعلامية مقنعة ومتزنة.. ولكن لا أعرف ما هي الإضافة التي تجنيها كونها تخرج بالدور الهامشي “الطعم” في برنامج رامز، ظهورها في هذا الدور هو نقص في مسيرتها وليس إضافة..
هل ستكون الفنانة أروى في قمة سعادتها عندما يبحث الشخص عنها في “ويكيبيديا” فيظهر من بين أعمالها أنها مثلت دور “الطعم” في برنامج مقالب.. أي نجاح هذا؟!!.. وأيضًا مسؤولو الموسوعة الحرة سيحتارون في اختيار مسمى لمن يمثل هذا الدور عندما يتحدثون عن أعماله وتاريخه..
القالب الذي رضيت أروى أن تضع نفسها فيه، تكرر كثيرًا في الماضي ولن يتوقف، ما إذا كان الهدف ماديًّا بغض النظر عن المحتوى..
المكسب المادي هدف مشروع لكل فنان أو فنانة، ولكن لا يكون على حساب جودة المضمون أو اللعب بالتاريخ بالوصول إلى حد الإسفاف الفني في الظهور..
نجاح النجوم لا يقاس بالمكسب المادي فهم ليسوا مضاربين في سوق الأسهم..