|


مساعد العبدلي
استثمار الوقت
2020-05-19
ـ عدد ساعات اليوم 24 ساعة.. هذا أمر محسوم لكننا “للأسف” نتعاطى معه كرقم وليس كمفهوم.
ـ كلنا “أو معظمنا” لا نجيد التعامل مع هذه الساعات التي هي في “مجملها” تمثل مجموع عمر الإنسان منذ ولادته حتى وفاته.
ـ يجب أن نقسم ساعات اليوم الـ 24 إلى عدد من الممارسات بحيث يكون للنوم حصة وأخرى للعمل وثالثة للعبادة ورابعة للعائلة وغيرها من الواجبات التي “يجب” أن نقوم بها.
ـ “طبيًا” تختلف الساعات التي يحتاج إليها الفرد “وفق فئته العمرية” وكلما تقدم في العمر، قلت الساعات التي يحتاج إليها للنوم وهذا منطقي “فالفرد” كلما كبر في السن باتت لديه حاجات أخرى خلاف “الرضيع” الذي ليس لديه من مسؤوليات سوى النوم وتزداد مسؤولياته إذا نشأ وغدا طفلًا “التعليم على سبيل المثال”.
ـ حديثي يتركز حول الفرد “البالغ” لأنه بات في عمر يتحمل خلاله عددًا كبيرًا من المسؤوليات ومن ثم “يفترض” عليه أن “يجيد” توزيع ساعات “اليوم”.. بمعنى آخر استثمار الوقت.
ـ “سوء” استثمار الوقت أبرز سلبية يعانيها الفرد “العربي” وهذا ما تسبب في “تأخر” الدول العربية وجعلها تدور “لعقود” في فلك الدول “النامية” وبعضها ما زال كذلك بسبب “سوء استثمار الوقت” وقد تستمر دولًا نامية طالما لا تجيد شعوبها استثمار الوقت مثلما تفعل شعوب الدول المتقدمة.
ـ في أمريكا وأوروبا تشعر بأن اليوم أكثر من 24 ساعة والسبب جودة “استثمار” الوقت وتوزيع ساعات اليوم بطريقة دقيقة وناجحة.
ـ اليوم “التقليدي” للمواطن العربي “الفرد البالغ” يتشكل من “نوم” يقترب من 8 إلى 10 ساعات ومن ساعة إلى اثنتين للعبادة و6 إلى 8 ساعات للعمل.. أي ما يقرب “كمعدل” من 17 ساعة يوميًا ليتبقى 7 ساعات تمثل الوقت الذي يجب أن “نستثمره” بشكل جيد بدلًا من إضاعة هذه الساعات هباءً في أمور لا تخدم “الفرد” ومن ثم تضر “بالوطن” وتقدمه.
ـ هذه الساعات لو استثمرناها في القراءة أو تعليم أطفالنا على الإبداع والابتكار والتفكير والحوار أو استثمرناها “نحن” في تطوير أنفسنا من خلال محاضرات تواكب “التطور” العصري لتقدمت شعوبنا ودولنا.
ـ لست هنا “أمنع” الأفراد من الاستمتاع بالجلوس مع أصدقائهم أو السفر لكن يجب ألا تكون الساعات التي نقضيها في هذا الجانب “أكثر بكثير” من الساعات التي نقضيها في تطوير أنفسنا وأبنائنا.
ـ استثمروا الوقت بشكل جيد فهو الطريق الأمثل لبناء الشعوب والدول الراقية والمتقدمة.