|


رياض المسلم
مشاهير «السوشال ميديا».. دهون زائدة
2020-05-21
من محاسن أزمة كورونا أنها حجبت من أجهزتنا “الذكية” المحتوى “الغبي” الذي كان يقدمه الكثير من المهرجين في وسائل التواصل الاجتماعي، وكما أوراق الأشجار تسقط بعد ذبولها، فها هم تساقطوا قبل أن يذبلوا فأوراقهم لم تكن خضراء في الأصل، كما يراهم العقلاء، إلا أن بعضًا من أفراد المجتمع الذين صنعوهم شكلوا جذعًا قويًا يمسك بهم لحين انكشف الغطاء عنهم، فعرفوا حقيقتهم.. فسقطوا..
لن أسهب في موضوع مهرجيّ السوشال الذين ينعمون في ثراء جنوه من جيوب “الفارغين” الذين يتابعون “فراغهم”، ولكن بعد خروجهم من الساحة، لم يشكلوا فراغًا بل ملؤوها بابتعادهم، هنا لا أتحدث بصيغة الجمع بل الأغلبية، فلقد تصدر المشهد مشاهير من الفنانين والممثلين والإعلاميين واللاعبين والمثقفين الذين استثمروا منصاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي وحولوها إلى شاشات تنافس ما يقدم عبر المحطات الفضائية في شهر رمضان..
وفي ظل لغة السخط على ما تقدم من أعمال تلفزيونية رمضانية في هذا العام والتي لم ينجح منها إلا ما ندر، توجه الكثير لمتابعة هؤلاء المشاهير الحقيقيين الذين يقدمون محتوى ذا قيمة، فعلى سبيل المثال الممثل حسن البلام نجح في استضافة نجوم في كافة المجالات من خلال منصته في أسلوب كوميدي راقٍ، وكذلك بعض من الإعلاميين سعدنا بممارسة مهنتهم عبر الإعلام الجديد بعد أن تخلوا عن أقلامهم، وحاوروا نجومًا عدة ومن تلك المنصات ما يقدمه الزميل يحيى مفرح زريقان، ولا أنسى اللاعبين ومبادراتهم الخيّرة في هذا الشهر، فلقد خصص النجم الأسطوري محمد الشلهوب حسابه عبر السناب شات للحديث عن الأسر المنتجة والمشاريع الناشئة ودعمهم بالإعلان مجانًا، وزميله هتان باهبري أتحفنا بلقاء زملائه، وفي “سناب عيال عطيف” الكثير من المواقف الرائعة والكوميدية والفائدة، المجال لا يتسع لذكر الجميع، وبعيد عن النجوم هناك أشخاص لا يحظون بأرقام عالية في المتابعة لكن يقدمون محتوى هادفًا.. أستمتع كثيرًا وأنا أتابع حسابًا لمستشارة أسرية تقدم وسائل في التربية الحديثة وتطوير الذات متسلّحة بالعلم والثقافة والتدريب..
ما يهمّ هو أن وسائل التواصل الاجتماعي بات مذاقها لذيذًا، وفائدتها جمّة على النفوس، بعد أن تخلصت من “الدهون الزائدة والضارة” التي كان يقدمها بعض مهرجيّ تلك الوسائل، فالمتابع الآن بات أكثر وعيًا..
“السوشال ميديا”، ليس لها نجوم ينتسبون إليها، فتبقى بوسائلها المختلفة وسيلة إعلامية، والنجوم هم من حصد شهرة حقيقة في أي مجال ونقلها إلى المتلقين عبر تلك الوسائل ببث محتوى هادف..
لا تسمحوا للدهون الزائدة بالعودة من جديد، كافحوهم بحرقها من خلال ممارسة الرياضة الذهنية.