|


أحمد الحامد⁩
ألماسة تلبس ألماسة!
2020-05-21
إن كنت لا تستطيع عزيزي القارئ أن تشتري الألماس لزوجتك فلا تحزن، لأن الألماس ليس حجرًا نادرًا كما يُعتقد، بل إنه يُوجد بكثرة لدرجة أن الشركات تستخرج منه آلاف الأطنان كل عام، وقبل أن تذهب سعيدًا بهذه المعلومة حتى تبلغها زوجتك ـ حفظها الله.
إليك بعض تاريخ الألماس حتى تستطيع الاستعراض أمامها بمعلوماتك إضافة إلى معلومة أن الألماس ليس حجرًا نادرًا، كان للألماس في زمن الإمبراطورية اليونانية أهمية كبرى ليس لأنه لم يكن متوفرًا بكثرة في ذلك الوقت، بل لأن اعتقادات معينة هي التي أسهمت أيضًا في إعطائه تلك الأهمية، من أشهر تلك الاعتقادات أن الحامل لحجر الألماس إذا ما دخل محكمة في قضية ما فإن القاضي سيحكم لصالحه بتأثير من الحجر الماسي على القاضي، ولأن للألماس بريقًا يشع ليلًا فقد أُعتقد أن له قوى سحرية وتأثيرًا روحيًا فعّالًا على من يصابون بنوبات عصبية، كما أُعتقد أيضًا أن الألماس يحمي مساحات الأرض الزراعية من البرق إذا ما لامس الألماس زوايا هذه الأرض، ومما زاد من قيمة الألماس أكثر خرافة تقول إنه يعطي الشجاعة لحامله، ورغم أن الكثير من المقاتلين الذين حملوه وقعوا صرعى في المعارك إلا أن هذا لم ينه هذه الخرافة ذلك الوقت، الهنود أيضًا لهم تاريخ طويل مع حجر الألماس، وكانت لديهم معتقدات بأن الحياة تدب في الأحجار الكريمة وأنها كائنات حية، ولكن ماذا عما هو رائج بأن الألماس من الأحجار الكريمة النادرة؟ أنا كنت أعتقد ذلك لكن قراءة سريعة ستكشف لك أن الألماس متوفر لكن هناك من يسيطر عليه ولا يوّفره بكثرة في الأسواق حتى يرفع من ثمنه ويبقي عليه كحجر نادر، قال “أرنست أوبنهيمر” في مذكراته وهو أحد أبرز تجار الألماس ومحتكريه في بدايات القرن العشرين “إذا ما أردنا زيادة قيمة الألماس المادية فيجب علينا أن نجعله نادرًا وقليلًا وصعب الحصول عليه إلا بمشقة، وهذا عبر تخفيض الإنتاج”، وحتى تكون أكثر دراية عزيزي القارئ وأنت تحاول أن تنزل من قيمة الألماس أمام زوجتك، قل لها كدليل على درايتك بأن أصل كلمة diamond مشتق من كلمة يونانية تعني الصلابة وصعب التطويع، كما أن صراع الشركات عليه تسبب في نزاعات قبلية في إفريقيا بل حتى في انقلابات عسكرية، ثم قل: من أجل ماذا؟ من أجل حجر يستخرج منه آلاف الأطنان كل عام؟ ثم قل كلمتك الأخيرة وأنت تشير بيدك: لو أن الشركات القليلة التي تسيطر على الألماس لا تحتكره بهذه الصورة لصارت قيمته بنفس قيمة الفضة والنحاس، بعد هذه الجملة الأخيرة حاول أن تبدو غاضبًا حتى تظن زوجتك أن لا مجال لنقاشك في هذا الأمر مرة أخرى!