|


عبدالرحمن الجماز
تفريخ البطولات.. العدوى الجديدة
2020-05-22
فشل بعض الإعلام المحسوب على نادي الأهلي في تشكيل هوية خاصة به، تتناسب مع اسم النادي العريق، وركن هذا الإعلام المحسوب تحت الحاضنة النصراوية، حاملاً الراية الصفراء ومناكفاً عن قضاياه، لا يترك شاردة ولا واردة إلا وقد أقحم أنفه فيها.
الغريب أن ثلة من الإعلام المهتم بالشأن الأهلاوي يعتب في كل منبر على سيطرة الصوتين الهلالي والنصراوي على البرامج الرياضية والوسائل الإعلامية، وينسى عمداً أو جهلاً “الأمر سيان” أنه هو نفسه أصبح نصراوياً أكثر من النصراويين أنفسهم، بعد أن رمى بكل قضايا الأهلي ومشاكله “وما أكثرها” خلف ظهره، وكأنها لا تعنيه لا من قريب أو بعيد.
الأخطر من هذا كله العدوى التي أصيب بها هذا الإعلام المحسوب من حبيب القلب الأصفر، وأصبح في سباق معه في “تفريخ البطولات” التي كانت سمة خاصة للإعلام النصراوي أو بعضه حتى لا نعمم. والذي كان رائداً في تفريخ البطولات و”تدبيلها”، مستنداً على قصاصات لا تسمن ولا تغني من جوع.
والملاحظ أن أرقام البطولات وتحوير مسميات أخرى، دخلت مراحل متطورة لدى الجانب الأهلاوي، قفزت معه بطولات الدوري إلى الرقم “9” في طرفة عين، رغماً عن الحقيقة التي يعرفها الجميع والأهلاويون على وجه الخصوص، والتي لم تتجاوز ثلاث بطولات، حققها على عقود من الزمن، وجاءت البطولة الثالثة بعد سنوات عجاف عاصرتها غالبية الجماهير الأهلاوية.
والإعلام المحسوب على الأهلي، ومن جيله الجديد، بات يتحدث بأشياء غير منطقية ولا واقعية، وهو يساير الإعلام الأصفر صاحب الأيقونة الشهيرة المثيرة للضحك “حرة نقية” ويتقمص شخصيته، ويمشي على خطاه مدبلاً للبطولات دون اكتراث للحقائق التاريخية، ولا إلى الأثر العبثي الذي يقوده إليه مثل هذا الطرح.
والمؤرخ القدير وابن الأهلي البار عبد الرزاق سليمان أبو داود ومؤلف “موسوعة تاريخ النادي الأهلي السعودي” دون في كتابه 3 بطولات دوري للأهلي، ولا نعلم كيف قفزت “أخيراً” إلى ثلاثة أضعاف هذا الرقم من إعلاميي شلة الأنس.
وهو ما يؤكد تناقضاً واضحاً بين الجانب الرسمي والإعلامي الذي أصبح منساقاً خلف رغبات ومناكفات جماهيرية، لا تفضي إلا إلى مزيدٍ من الجدل والعبث.
وهذا موضوع خطير، يجعل من المطالبة بتدخل الجهة المنظمة الرسمية لبطولات كرة القدم السعودية، ضرورة وأمرًا لا مناص منه لحماية تاريخ الكرة السعودية، والمحافظة على مكتسبات وحقوق جميع الأندية، وجعلها في منأى عن أيدي العابثين والمتطفلين والمدبلين.