|


هيا الغامدي
العيد «صحة».. اللمّة «زمان»
2020-05-24
لأبي الطيب المتنبي شاعر العصر العباسي قصيدة معروفة:
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيك تجديد
وهذا عيد استثنائي أقبل على الأمة الإسلامية بظروف استثنائية اجتاحت العالم، ومع جائحة كورونا جاء العيد على غير ما اعتدناه وألفناه من طقوس وعادات اجتماعية وإنسانية.. قديما قيل العيد “لمّة” واليوم ومع هذا الوباء العيد “صحة” ولا شيء يضاهيها على ميزان الحياة لا لمّة ولا تجمعات، لأن الفرح بالقلوب مثلما الحزن أيضًا ميدانه القلوب والأفئدة..
ومن عاش في بلد مثل المملكة العربية السعودية يدرك قيمة الأوطان الحقيقية.. الوطن الانتماء الحضن الدافئ الكبير الذي حمل الصغير والكبير والمواطن والمقيم على كفوف الراحة والأمان.. “الإنسان أولا” جملة ملك كريم أحب شعبه وأكرم ضيفه وأغدق على الجميع الحنو والرعاية والعطاء، ملك عظيم تعود على التفكير في سلامة الإنسان أولا وبما يوفر له سبل الصحة والعافية..
قديما كانت الملابس الجديدة رداء العيد التقليدي واليوم العافية/ الصحة هي الرداء الحقيقي.
السعودية أدهشت العالم بكيفية إدارتها للأزمة وفوق ذلك أمدت الدول الصديقة بكوادرها الطبية والكفاءات الصحية التي أصبحت نموذجًا إيجابيًّا للعالم، السعودية وإن كانت تسجل أرقامًا كبيرة يوميًّا بعدد الإصابات فهي بالمقابل تحقق إنجازًا عظيمًا وغير مسبوق بتسجيل حالات تعافي يومية تتخطى الإصابات إن لم تعادلها.. وهذا دليل على جودة وكفاءة كادرها الصحي وجهود الوزارة التي تصدرت المشهد مع الجهود الأمنية وحراسة الوطن ليل نهار..
المملكة بذلت الغالي والرخيص لمواجهة الجائحة وتوفير سبل مكافحتها مع الأمن والرفاهية لشعبها وللمقيم بشكل لم يتوفر في غيرها من الدول، المملكة جعلت الإنسان نصب عينيها “مواطنا/ مقيما” على رأس أولوياتها وسخرت كافة أجهزتها التي أصبحت تتناغم وتعمل ضمن منظومة عمل موحدة ضمن وتيرة واحدة، وهذا غير مستغرب من بلاد لها أيادٍ بيضاء على الدول الأخرى، فما بالك مع أبنائها والمقيمين على أراضيها.. في البلاد الأخرى الفيروس هو من يهاجم الشعوب يباغتها ويفتك بها وفي المملكة جنود مسخرون ليل نهار للبحث عن الفيروس ومباغتته في مواقعه وبؤره والسيطرة عليه..
شكرًا لله على نعمة السعودية وهي أم النعم، شكرًا لحماة الوطن وملائكة الرحمة الوطن بين أياديكم أمانة وأنتم أهل لها، حضر كورونا وغابت مظاهر العيد وطقوسه، لكن الفرح في القلوب لم يغب والرجاء بالله بزوال الوباء وعودة الحياة..
عيدكم مبارك....