|


رياض المسلم
فنان العرب.. وكراهية الوسط الرياضي
2020-06-13
عندما ذهب سامي الجابر إلى نادي النصر في منتصف التسعينيات مهنئًا ماجد عبد الله بتحقيق لقب عميد لاعبي العالم، في حفل أقامه النصراويون، خرجت أصوات استهجان أثناء تسليمه الهدية، وصلت إلى المطالب بطرده من النادي، وقبلها بخمسة أعوام فرح الكثير من الهلاليين بإرتداء ماجد عبدالله قميص الهلال والمشاركة في اعتزال صالح النعيمة لكن أصوات نشاز لقلة من الصحافيين الهلاليين في ذلك الوقت رفضت الفكرة، فلقد فاحت منهم رائحة التعصب غير المحمود.
الأمر لا يقتصر على الجماهير بل حتى الإداريين وقبلهم بالطبع الإعلاميون، فالكراهية هي من يجمعهم والحب يفرقهم، هذا حال الكثير في الوسط الرياضي..
التنافس داخل الميادين، ولكنهم ذهبوا به إلى خارجها وفي المجالس وطلعات البر والبحر، وحتى لو وطأت أقدامهم أرض القمر وحققوا ما عجز عنه “فريق رائد الفضاء جيم لوفل في مركبته أبولو 13”، سيستمر نقاشهم العقيم وأجسامهم معلقة دون جاذبية، وسيختلفون في العلم الذي سيضعونه على متن القمر أولاً..
أضحك عندما أشاهد مثالية زائفة من بعض الكتاب الصحافيين الرياضيين فينكشف حالهم مع أول موقف تتصدر العاطفة لتقول له: “اللي تسويه كثير ملينا من كذب العقل”..
عندما بلغ محمد عبده عامه الـ71.. تحول الوسط الفني بمطربيه ونقاده وجماهيره إلى كيكة كبيرة كتب عليها “كل عام وأنت بخير يا أسطورتنا”..
عبد المجيد عبد الله يهنئه على طريقته الخاصة وأبو نورة يمازحه، ورابح صقر يوجه مشاعر جميلة ختمها بأغنية لفنان العرب لكنه حوّل كلماتها إلى مناسبة يوم ميلاده.. كبار الشعراء والملحنين وحّدهم إنصاف محمد عبده.. فلا كاره أو متعصب أخفى أحقية النجم الكبير بأنه أسطورة خالدة..
لو كان الأمر لسامي الجابر لقدموا له في يوم ميلاده كيكة عليها صورته وهو “يسنتر” في مباراة المنتخب السعودي مع ألمانيا في مونديال 2002 التي انتهت بخسارة الأخضر بثماينة أهداف.. ولن يتحدثوا بأنه لاعب قدم الكثير للكرة السعودية.. هنا أتحدث عن الكارهين.. قس على ذلك بقية النجوم..
الوسط الرياضي لا نطلب من سكانه أن يمارسوا الأدوار ذاتها في المدينة الفاضلة، لكن على الأقل يتخلون عن الكراهية والتعصب الأعمى الذي جعل منهم أضحوكة في بقية الأوساط، وصل الحال ببعضهم ألا يكون في صف الأخضر بسبب عدم ضم لاعبي ناديه المفضلين..
كل شخص في الوسط الرياضي مسؤول عن زرع الأحقاد ويعزز من الضغينة فهو نشأ على ذلك إلا من نفذ بعقله قبل جلده.. لذا الجيل الجديد عليهم أن يغيروا المفاهيم السابقة فكل شيء من حولنا تبدل إلى الأفضل إلا الوسط الرياضي..