|


تركي السهلي
أفصِح يالكهموس
2020-06-15
بقرار رفع تعليق النشاط الرياضي بدءاً من 21 يونيو الجاري، عُدنا للمعارك من جديد. هٌناك من يرى أنه انتصر بمجرد أن العودة للمنافسات حققت رغباته، وهُناك من شعر بالخيبة لمخالفة القرار توجهاته. لكن الواقع يقول إن تلك الحالات المتضادة تبدو صغيرة للغاية أمام قضايانا الكُبرى.
والأمور المُلحّة الآن هي تخليص كرة القدم لدينا من الأضرار التي لحقت بها من سنوات مضت وممارسات لم تمت ولم يختفِ صنفها من الناس. وستظلّ كل الشوائب عالقة ما لم نُنظِّف القاع وإبقاء الأسطح لامعة.
مع الأيّام الأولى لظهور جائحة “كورونا”، أعلن رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد مازن الكهموس في لقاء تلفزيوني عن تلقّي جهازه “ملفات” من وزارة الرياضة والشباب حول قضايا فساد. وهي المعلومة التي أكدها لاحقاً الوزير عبد العزيز الفيصل في حوار عبر “إنستجرام” مع عبد الرحمن الحميدي. ومن اللقاءين، للكهموس والفيصل، أصبحنا على معرفة بأن تجاوزات قد حدثت، وأن التحقيقات جارية حول ذلك. لكننا لا نملك إيضاحًا أكثر، ولم يُطلعنا الرجلان على تفاصيل التفاصيل الواجبة في مثل هذه القضايا، ما دعانا إلى الجنوح للتخمين، وسير الإشاعة على قدمين، ورواج الكلام بين تقديم وتأخير. وفي كُل الأحوال، فإن الجهة الرياضية أدّت دورها بالرصد والإحالة، بينما يبدو على الهيئة الرقابية أنها وقعت في ورطة لا تدري كيف تخرج منها. وفي حال كانت هيئة الفساد ترى بأن ما هو بين يديها الآن أصابها بالاهتزاز كون ذلك يحدث لها للمرة الأولى، فإننا نعلم أنها لن تكون الأخيرة، لأننا على يقين بأن القطاع الرياضي مثل غيره من القطاعات، من حيث دوران المال بين أيدي ضعاف النفوس، وفيه من يظن أن وجوده في الدرجتين المتوسطة والصغيرة من الوظائف سيبقيه بعيداً عن الأعين.
إن السيّد مازن الكهموس رجل شجاع وجميعنا يثق به، لكن عليه ألا يشعر بالحرج في التعامل مع الشأن الرياضي، وأن يبتعد عن فكرة الضرر بسمعة كُرة القدم السعودية، فالجرّاح الماهر لا يُهمل المشرط، والفلاّح النشيط لا يترك الوقت للسوسة كي لا تقتل الطلع الباسق. إن كثرة حسابات مواجهة الفاسد تؤخر الحرب عليه، وتمنحه جرأة على تكرار أفعاله، وانتهاج طرق جديدة لمواصلة السرقة ونهب المال العام ونحن لا نريد كُلّ ذلك، ونُطالب بألا يطول الصمت، وأن تتمكن هيئة الرقابة ومكافحة الفساد من الضرب بيد من حديد حُبّاً بأجوائنا لا تسميماً لها وتطلّعاً لاستنشاق الهواء.