|


مساعد العبدلي
المقابر والعزاء.. تجربة كورونا
2020-06-21
أكثر من حالة وفاة حدثت لأقارب وأصدقاء خلال “فترة أزمة كورونا” ولم تكن الوفاة متعلقة بالفيروس أو ناتجة عنه إنما لأسباب مختلفة من حالة لأخرى.. كانت الوفاة بمثابة اليوم الموعود.
ـ وفقًا “للظروف” وتطبيقًا “للتعليمات” لم تكن هناك صلاة جنازة في المساجد إنما في المقابر “ولعدد محدود جدًا” هم أقارب المتوفى كما لم يكن هناك مراسم عزاء وقامت وسائل التواصل الاجتماعي بالدور كما ينبغي.
ـ قلت في مقالات سابقة إن أزمة كورونا أفرزت الكثير من الإيجابيات التي علينا أن نتعامل معها بحرص ونحافظ عليها طالما أنها “تعدل” من سلبيات كنا نمارسها وتخلينا عنها الان “بسبب كورونا” ويجب أن نواصل التخلي عنها مستقبلًا يصب في مصلحتنا.
ـ لم يكن ارتفاع مستوى الوعي لدى المواطنين والمقيمين الإيجابية “الوحيدة” التي جنيناها من أزمة كورونا، بل هناك الكثير ونحتاج لمقالات عديدة ومساحات أوسع لنتحدث عنها.
ـ سأتحدث اليوم عن أمور تتعلق بالمقابر والعزاء وهي أمور فرضتها علينا الأزمة لكنها “إيجابية” للغاية وأتمنى أن نواصل ما مارسنا حيال الدفن والعزاء “خلال” أزمة كورونا ونواصل ممارسته “مستقبلاً” وألا نعود لما كنا نمارسه “قبل” كورونا.
ـ “قبل” أزمة كورونا كان الآلاف من الناس يفدون إلى “المقبرة” وتحديدًا إلى “القبر” المخصص للدفن وتتسبب هذه الحشود في “إشاعة الفوضى” من خلال “دهس” ونبش القبور بالأقدام والأحذية.
ـ ربما من جاءوا بالقرب من القبر لا يمثل 5% منهم قرابة للمتوفى لذلك لا داع لوصولهم للقبر بل إن بعضهم “للأسف” يعقد “صفقات تجارية” في وقت يقوم أقارب المتوفى بدفنه.
ـ من الأفضل أن يبقى هؤلاء بعيدين عن القبر والقبور مثلما حدث “خلال” أزمة كورونا وأتمنى أن يستمر تطبيقه “مستقبلًا”...
ـ مراسم العزاء كانت “قبل” كورونا بمثابة مآدب غداء وعشاء وتبادل أحاديث وضحكات وربما “صفقات تجارية”! وهو ما “اختفى” تماماً “خلال” أزمة كورونا وأتمنى أن يستمر مستقبلًا.
ـ أتمنى من القيادة الرشيدة “بالتنسيق مع هيئة كبار العلماء” أن تصدر “تنظيمًا” خاصًا للمقابر والدفن بحيث “يقتصر” على أهل المتوفى وأن يتم تخصيص مكان في جهة من المقبرة “بعيدًا عن القبور” يكون لاستقبال العزاء وتنتهي المراسم هناك.. هذا بالنسبة لمن لا يرتبطون بصلة قرابة “وثيقة” بالمتوفى.
ـ أما أقارب المتوفى “من الدرجة الأولى” فمن الطبيعي أن يُوجدوا معه لحظة دفنه ويتبادلوا العزاء في منزلهم “دون مبالغة” في ذلك.