|


تركي السهلي
لا للانتهازيين
2020-07-06
حسناً فعل الاتحاد السعودي لكرة القدم بتعميمه على الأندية السعودية بمنع أي نادٍ من التفاوض أو الدخول في عقد جديد للمواسم المقبلة مع أي لاعب أجنبي يرفض تمديد عقده حتى التاريخ الجديد لنهاية الدوري، وعدم التعاون المستقبلي التعاقدي مع أندية أجنبية ترفض تمديد الإعارة الحالية.
والاتحاد تنبّه إلى محاولات استغلال الظروف من قبل المدربين واللاعبين الأجانب وموقف الأندية المالي والتنافسي، فأكد على أن يكون الوضع بأكمله تحت إجراءات تضمن نزاهة كُرة القدم في البلاد.
الانتهازية التي حاول بعضهم فرضها في ظل شُحّ السوق الأوروبي والآسيوي خصوصاً الصين والقفز على الحقوق وبنود التعاقد وأنظمة “فيفا” المُنتهجة مع جائحة كورونا، أوجدت لدينا تصوّراً للمسألة بأكملها، فالسعودية اعتمدت منذ نحو عامين منهجاً مغايراً لما كانت عليه في دعم الأندية المحليّة، فخصصت مبالغ كبيرة لكل نادٍ في استقطاب لاعبين تقع منتخبات بلدانهم ضمن أفضل مئة منتخب في التصنيف الدولي، واعتمدت مع بدء مسابقة هذا العام من كأس دوري محمد بن سلمان للمحترفين خمسين مليون ريال لجميع الأندية الستة عشر وحثّت الإدارات على التعاقد مع أسماء تدريبية كبيرة، ولنا في نادي الرائد مثال فمدربه سبق له تدريب أندرلخت البلجيكي وحقق معه بطولة الدوري هُناك. واستراتيجية الدعم أعطت الأندية جميعها أرضية قويّة ومكًنتها من التحرك دونما ضغوط.
والأندية السعودية وقعت تحت ابتزاز مكشوف من لاعبين ومدربين لعلمهم أن الحكومة سخيّة في الصرف عليها، فمدرب النصر مثلاً مارس ضغوطاً هائلة على الإدارة ليبقى في خانة أعلى المدربين أجراً في الدوري السعودي، ورازافان غير راض عن مليون وستمئة ألف يورو التي يتقاضاها من الهلال ويريد رفع راتبه السنوي إلى الضعف، وهو الذي كان يأخذ في الموسم الواحد من ناديه اليوناني أقل من نصف مليون يورو. وفي جانب اللاعبين تلاعب البرازيلي جوليانو بالإدارة الصفراء وجنح إلى مستوى غير مقبول وكذا فعل رومارينهو في الاتحاد وسوزا في الأهلي وإدواردو في الهلال وغيرهم كُثر.
ويعلم الجميع أن الحكومة تتولّى جوانب الضخ المالي على الأندية المحليّة استغل بعضهم الموقف رغبة منه في الاستفادة القصوى دونما النظر لأي اعتبارات. وفي رأيي أن اتحاد اللعبة قطع الطريق على المصطادين للكسب بطمع واضح وأغلق الأبواب في الوجوه الانتهازية. وخطوة الاتحاد تلك لابد أن يتبعها تصنيف موحّد معتمد لوكالات اللاعبين والمدربين في الخارج حتى لا تصبح المساحة أمام كل طامع مستغل.