- تعرف المخرج السينمائي الجيّد، وتحكم عليه، حين يضم المشهد واحدًا من ثلاثة: المجاميع والأطفال والحيوانات!. يمكن إضافة عنصر رابع: المشاهير من غير نجوم فن التمثيل، مثل نجوم الرياضة أو الإعلام!. كما يمكن إضافة عنصر خامس: الإكسسوارات أو ما شابهها!.
- لا يحتاج الأمر إلى توضيح أنّ ما يمكن متابعته ومراقبته للحكم على عمل مخرج ما، أكثر بكثير من هذه العناصر الخمسة، فكل هبّة وكل دبّة يمكن لها أن تشهد بشيء، لكني أكتفي بهذه العناصر الخمسة، وأتحدث عن بعضها!.
- في مسألة “المجاميع”، حاول ألا تنتبه كثيرًا لأبطال المشهد!. على الأقلّ جرّب فعل ذلك في المشاهدة الثانية للفيلم!. انظر في وجوه المجاميع المحتشدة، والتي ليس لها من مهمّة في المشهد سوى الاحتشاد والتجمهر، حاول أن تتابع تعابير الأكثر منهم بُعدًا عن شخصيّات الفعل والحوار في اللقطة!. كثيرًا ما ستجد أنهم بلا مشاعر تتناسب مع الموقف نفسه، سواءً كان ذلك الموقف خطر حرب أو بهجة عرس!. يكفي ألا ترى في ملامح شخص واحد من هؤلاء تعبيرًا دالًّا، وألا ترى في عيونه، أو طريقته في الهتاف أو هزّ الرّاية ما يتناغم مع حالة الموقف، ليحقّ لك، بعدها، الحكم على خلل وقصور وضعف المخرج!.
- الأطفال مشكلة يُمكن حلّها بالنسبة للمخرج متوسّط المستوى، خاصّةً في وجود وفرة من الخيارات مُتاحة اليوم، مع إمكانيّة، مُستَغَلّة دائمًا، لتقديم أطفال هم في الحقيقة أكبر من السّنّ التي يلعبونها على الشاشة!. أضف إلى ذلك أنّ الأدوار التي يلعبها الأطفال، لا تحتاج في الغالب، إلى مشاعر معقّدة وأحاسيس متباينة!. وباستثناء أفلام عبقريّة الصنع قليلة، فأنت ترى أن كِبَر حجم دور الطفل في الفيلم، يرتبط بشكل مباشر مع نوعيّة الفيلم والتي ستكون فكاهيّة!. ومع الفكاهة يسهل علينا تقبّل حتى الممثلين الكبار بمشاعر أقل قسوة في الأحكام!، فما بالك بالأطفال الذين يكون المتفرّج جاهزًا سلفًا للتساهل معهم!. أمّا حين لا يكون الفيلم مرحًا وفكاهيًّا، فإن دور الأطفال يُختَصَر إلى مشاهد قليلة، ومع ذلك لا يمكن إنهاء هذه الفقرة دون ذكر أحد أطرف المطبّات التي يمكن للأطفال توريط المخرجين فيها، والحديث هنا عن الملابس!. ففي كثير من الأفلام العربية يمكنك ملاحظة أن الطفل في مشهد واحد أو في مشهدين متلاحقين، يظهر في قميصين مختلفين!. والخلاصة هنا أن المخرج الذي لا يُحسن التعامل، اليوم، مع الأطفال، هو مخرج أقل من عادي، وتنقصه الحرفة إلى حدّ كبير!.
- بالنسبة للحيوانات، فإن أذكى حيوان هو بعقليّة طفل بعمر سنتين، تكاد تكون هذه مسألة محسومة علميًّا!. وبالتالي فإن التعامل مع الحيوانات مسألة مرتبطة بالتّقنيّة، ولها صنّاعها الذين قد يكونون مهرة في مجالهم دون أن تكون لهم رؤية إخراجيّة نابهة!.
وكلّما أصبح دور الحيوانات مهمًا في الفيلم، تمثّلت مهمّة المخرج الجيّد في اختيار طاقم العمل المساعد له في هذا الشأن!. وما تزال السينما العربية عاجزة إنتاجيًّا عن مثل هذه التعاونات المبهرة، ولذلك لا نجد سوى نوع واحد تقريبًا من الحيوانات، يظهر لتجميل المشهد أو تحسين صورة البطل أو الكشف عن ثرائه وربما جبروته: الكلاب!. ومن الطريف أن معظم الكلاب التي نشاهدها في الأفلام العربيّة هي في الحقيقة لبطل نفس الفيلم أو لأحد العاملين فيه!.
- المشاهير من غير نجوم السينما، كالرّياضيين أو المطربين أو الإعلاميين أو ما شابههم، ممّن يظهرون في الأفلام العربية، بهدف الزركشة التسويقيّة، أمرهم سهل!. أولًا هم لا يأخذون أدوارًا بحاجة إلى انفعالات ممثل محترف، وثانيًا فإن أبسط حيلة إخراجيّة معهم هي توسيع الكادر وإبعاد الكاميرا قدر الإمكان عن ملامحهم!. وعليه فإنه ما مِنْ مُخرج كبير يمكنه تقريب الكاميرا منهم. المشكلة أنه ما مِن مخرج كبير يلجأ إليهم أصلًا، ولذلك تظهر عيوب المخرج المتوسط أو العادي من خلال عدم معرفته لمثل هذه الحلول البسيطة معهم. أما المخرج الكبير فيمكنه إظهار تجليّات عبقريّة فيما لو وجد نفسه في مثل هذا المأزق، ولنا في فيلم داود عبد السيد “مواطن ومخبر وحرامي” دليل في طريقة تعامله مع “شعبان عبد الرحيم”!. فإن أردنا المزيد، قلنا إن أجمل أدوار عبد الحليم حافظ كممثل جاءت مع “صلاح أبو سيف” في “الوسادة الخالية”!. كما أن “فريد الأطرش” لم يُقنع كمُمثل في يوم من الأيام أكثر ممّا فعل أمام عدسة “يوسف شاهين”!.
- لا يحتاج الأمر إلى توضيح أنّ ما يمكن متابعته ومراقبته للحكم على عمل مخرج ما، أكثر بكثير من هذه العناصر الخمسة، فكل هبّة وكل دبّة يمكن لها أن تشهد بشيء، لكني أكتفي بهذه العناصر الخمسة، وأتحدث عن بعضها!.
- في مسألة “المجاميع”، حاول ألا تنتبه كثيرًا لأبطال المشهد!. على الأقلّ جرّب فعل ذلك في المشاهدة الثانية للفيلم!. انظر في وجوه المجاميع المحتشدة، والتي ليس لها من مهمّة في المشهد سوى الاحتشاد والتجمهر، حاول أن تتابع تعابير الأكثر منهم بُعدًا عن شخصيّات الفعل والحوار في اللقطة!. كثيرًا ما ستجد أنهم بلا مشاعر تتناسب مع الموقف نفسه، سواءً كان ذلك الموقف خطر حرب أو بهجة عرس!. يكفي ألا ترى في ملامح شخص واحد من هؤلاء تعبيرًا دالًّا، وألا ترى في عيونه، أو طريقته في الهتاف أو هزّ الرّاية ما يتناغم مع حالة الموقف، ليحقّ لك، بعدها، الحكم على خلل وقصور وضعف المخرج!.
- الأطفال مشكلة يُمكن حلّها بالنسبة للمخرج متوسّط المستوى، خاصّةً في وجود وفرة من الخيارات مُتاحة اليوم، مع إمكانيّة، مُستَغَلّة دائمًا، لتقديم أطفال هم في الحقيقة أكبر من السّنّ التي يلعبونها على الشاشة!. أضف إلى ذلك أنّ الأدوار التي يلعبها الأطفال، لا تحتاج في الغالب، إلى مشاعر معقّدة وأحاسيس متباينة!. وباستثناء أفلام عبقريّة الصنع قليلة، فأنت ترى أن كِبَر حجم دور الطفل في الفيلم، يرتبط بشكل مباشر مع نوعيّة الفيلم والتي ستكون فكاهيّة!. ومع الفكاهة يسهل علينا تقبّل حتى الممثلين الكبار بمشاعر أقل قسوة في الأحكام!، فما بالك بالأطفال الذين يكون المتفرّج جاهزًا سلفًا للتساهل معهم!. أمّا حين لا يكون الفيلم مرحًا وفكاهيًّا، فإن دور الأطفال يُختَصَر إلى مشاهد قليلة، ومع ذلك لا يمكن إنهاء هذه الفقرة دون ذكر أحد أطرف المطبّات التي يمكن للأطفال توريط المخرجين فيها، والحديث هنا عن الملابس!. ففي كثير من الأفلام العربية يمكنك ملاحظة أن الطفل في مشهد واحد أو في مشهدين متلاحقين، يظهر في قميصين مختلفين!. والخلاصة هنا أن المخرج الذي لا يُحسن التعامل، اليوم، مع الأطفال، هو مخرج أقل من عادي، وتنقصه الحرفة إلى حدّ كبير!.
- بالنسبة للحيوانات، فإن أذكى حيوان هو بعقليّة طفل بعمر سنتين، تكاد تكون هذه مسألة محسومة علميًّا!. وبالتالي فإن التعامل مع الحيوانات مسألة مرتبطة بالتّقنيّة، ولها صنّاعها الذين قد يكونون مهرة في مجالهم دون أن تكون لهم رؤية إخراجيّة نابهة!.
وكلّما أصبح دور الحيوانات مهمًا في الفيلم، تمثّلت مهمّة المخرج الجيّد في اختيار طاقم العمل المساعد له في هذا الشأن!. وما تزال السينما العربية عاجزة إنتاجيًّا عن مثل هذه التعاونات المبهرة، ولذلك لا نجد سوى نوع واحد تقريبًا من الحيوانات، يظهر لتجميل المشهد أو تحسين صورة البطل أو الكشف عن ثرائه وربما جبروته: الكلاب!. ومن الطريف أن معظم الكلاب التي نشاهدها في الأفلام العربيّة هي في الحقيقة لبطل نفس الفيلم أو لأحد العاملين فيه!.
- المشاهير من غير نجوم السينما، كالرّياضيين أو المطربين أو الإعلاميين أو ما شابههم، ممّن يظهرون في الأفلام العربية، بهدف الزركشة التسويقيّة، أمرهم سهل!. أولًا هم لا يأخذون أدوارًا بحاجة إلى انفعالات ممثل محترف، وثانيًا فإن أبسط حيلة إخراجيّة معهم هي توسيع الكادر وإبعاد الكاميرا قدر الإمكان عن ملامحهم!. وعليه فإنه ما مِنْ مُخرج كبير يمكنه تقريب الكاميرا منهم. المشكلة أنه ما مِن مخرج كبير يلجأ إليهم أصلًا، ولذلك تظهر عيوب المخرج المتوسط أو العادي من خلال عدم معرفته لمثل هذه الحلول البسيطة معهم. أما المخرج الكبير فيمكنه إظهار تجليّات عبقريّة فيما لو وجد نفسه في مثل هذا المأزق، ولنا في فيلم داود عبد السيد “مواطن ومخبر وحرامي” دليل في طريقة تعامله مع “شعبان عبد الرحيم”!. فإن أردنا المزيد، قلنا إن أجمل أدوار عبد الحليم حافظ كممثل جاءت مع “صلاح أبو سيف” في “الوسادة الخالية”!. كما أن “فريد الأطرش” لم يُقنع كمُمثل في يوم من الأيام أكثر ممّا فعل أمام عدسة “يوسف شاهين”!.