أول سعودية تعبر الربع الخالي على الجمال تروي التفاصيل وتقلّب الأوراق
عزة: ركايب.. تجربة ثرية
مغامرة سعودية، تسعى إلى تسجيل اسمها ضمن قائمة المغامرين العالميين من خلال عبورها الربع الخالي على ظهور الجمال بالمشاركة في قافلة “ركايب”، إحدى القوافل التي تسير إلى الربع الخالي على ظهور الجمال بدعم حكومي.
عزة الرشيدي، مدربة الغوص وأول سعودية تعبر الربع الخالي، التقتها “الرياضية”، فتحدثت عن تفاصيل هذه المغامرة.
01
عبرتِ الربع الخالي على ظهور الجمال، حدِّثينا عن هذه التجربة؟
تجربة ثرية وجميلة جدًّا. أعدُّ نفسي محظوظة لاختياري للمشاركة في قافلة “ركايب” التي عبرت “الربع الغالي”، المسمَّى الحقيقي الذي يستحقه كما أعتقد.
02
بماذا انعكس عليكِ وجودك في قافلة «ركايب»؟
في الأساس أنا مدربة غوص، وأعشق المغامرة، وهذا ما دفعني إلى المشاركة في هذه القافلة، والحمد لله، أصبحت أول سعودية تعبر “الربع الغالي” في ثاني رحلةٍ، بدعم من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بطول 600 كيلومتر، بعد الرحلة الأولى التي أطلقها الملك عبد العزيز، رحمه الله، وكانت بقيادة جون فيليبي.
03
قطعتِ 600 كيلومتر على ظهور الجمال، هل كانت الرحلة صعبةً عليكِ؟
الرحلة كانت شاقه جدًّا، وعكست مدى المعاناة التي كان أجدادنا يتكبدونها قديمًا، وقد اقتنعت في نهايتها أن توحيد السعودية لم يكن أبدًا أمرًا عاديًّا، أو سهلًا، وإنما تمَّ بعد بذل جهود كبيرة، كما حمدتُ الله على الرغد الذي نعيشه اليوم، والنعمة العظيمة التي أكرمنا الله بها في هذا الوطن الكبير، لذا علينا جميعًا الوقوف مع قيادتنا صفًّا واحدًا فقد قدمت من التضحيات الشيء الكثير حتى ننعم بهذا الرخاء.
04
هل كانت لكِ علاقة سابقة بالإبل ما سهَّل من مهمة رحلتكِ في الربع الخالي؟
كلا. تم تدريبنا لمدة ثلاثة أيام، بعدها انطلقت القافلة، وكانت الرحلة شاقة جدًّا، حتى إنني بكيت من صعوبتها، وما جعلني أصبر رغبتي الكبيرة في اكتشاف “الربع الغالي”، ونيل شرف عبوره، وبعد ثمانية أيام بدأت علاقتي تقوى بالجمال التي كنت أركبها في الرحلة.
05
التأقلم مع الجمال خلال ثمانية أيام هل كان أمرًا سهلًا؟
الانتقال بالجمال متعبٌ جدًّا، لكن بعد ثمانية أيام جمعتني بها علاقة جميلة، وأصبحت تتطبَّع مع أوامري، وبعد انتهاء الرحلة بكيت لفراقها، وتواصلت مع صاحبها لمعرفة أحوالها. أثناء الانتقال عليها كنت أفكر في عظمة خلقها، فهي كائن لطيف، أسهم في تغيير حياة أجدادنا.
06
هل تذكرين اسم الجمل الذي تنقَّلتِ عليه؟
نعم، وأحتفظ بالكثير من التفاصيل عنه. كان اسمه “فريصان”، وغيَّرت اسمه إلى “غبوش”، وبعد فترة أصبح لا يعرف اسمه القديم، ويستجيب لاسمه الجديد، وفي حال عدم تحدثي أثناء ركوبه، كان يقف ويلتفت إلي ليتأكد من وجودي على ظهره.
07
وصلتِ مع ثلاث نساء أخريات إلى نقطة النهاية، ألمانية ويابانية وكويتية، كيف كان انطباعهن عن الجمال؟
انطباعٌ رائع عن الجمل، وعن “الربع الغالي”، الذي سيكون يومًا ما وجهة سياحية رائعة، يقصدها المغامرون من كل أنحاء العالم. إنه بحر عجيب من الرمل. حقيقةً، كانت رحلةً لا تنسى.
08
كنتِ تغوصين في البحار وفجأة انتقلتِ إلى عالم الرمال، هل هناك تناقض بين العالمين؟
كلا، ليس هناك أي تناقض بينهما، وأنا مؤمنة بأن “الربع الغالي” كان بحراً فيما مضى وهذا ما تؤكده الحفريات التي وجدناها فيه، وآثار الحياة البحرية، كما أظن أنه كان مأهولاً لفترة طويلة، وقد شدَّت هذه الرحلة انتباه العديد من الأصدقاء المغامرين الذين ينتظرون الرحلة المقبلة للمشاركة فيها، وإذا سمحت لي الظروف فسأشارك مغامرةً، أو منظِّمة.