|


رياض المسلم
اللاعبون السعوديون وخلل المعيار
2020-07-16
هل يحتاج المتذوق إلى الحصول على شهادات أكاديمية أو دورات متقدمة ليصرح عن رأيه في الطعام؟.. الأكل الجيد لا يلزمه توقيع متخصص على لسانك، فيكفي أن تستطعمه لتضع معيار إعجابك أو سخطك..
كتبت بأن سرعة فهد المولد جعلت منه لاعب كرة قدم، رغم أني أرى نجاحه في القوى أفضل، وباختصار “ليس لاعبًا متمكنًا”، أو بالعامية “ما يعرف يلعب”، هجوم قوي من عشاق نادي الاتحاد تعرضت له وصل إلى حد الإساءة، هنا أتمنى أن توافق إدارة نادي الهلال على إعارة سالم الدوسري إلى الاتحاد على أن يحضر المولد إلى النادي العاصمي، وقتها أتمنى أن أعرف ماذا سيقول جمهور العميد وقتها؟!.. أعتقد بأنه من الممكن أن يقدموا “فهدهم” ومعه أكثر من نمر إلى الهلال لتتم الصفقة.. اللاعب الموهوب مثل الطعام اللذيذ، لا يمله العين واللسان..
عندما تشاهد سيارة قيمتها 100 ألف ريال، ويحاول “الشريطي” إقناعك بأن سعرها مليون ريال، تستغرب، فيملي عليك مواصفاتها الجديدة، ويحاول سلب عقلك، فينجح مع بعضهم، ولكن العاقل سيقول إنها “هيونداي” وليست “البنتلي”، مشكلة الكثير من اللاعبين السعوديين، قيمتهم السوقية تتخطى الفعلية فيحدث خلل اقتصادي يعجز عن حله فطاحلة “وول سترتيت”..
عندما فهد المولد أو محمد السهلاوي أو غيرهما من اللاعبين الذين لا يملكون موهبة فذة يحصلون على مبالغ تصل إلى ما يتقاضاه مثلاً سالم الدوسري، أو.. “لم أجد لاعبًا نجمًا بالفعل في ملاعبنا”.. عندها تحدث الفوضى في تقييم اللاعبين فيعتقد من صنعتهم الصدفة وفرضهم الزمن علينا لاعبين بأنهم نجوم فقط كونهم يتقاضون مبالغ عالية..
للأسف نحن نسير عكس العالم كرويًّا، فالمعروف أن الأفضل هو من يتقاضى الأجر الأعلى، ميسي ورونالدو وصلاح وبوجبا يستحوذون على العقود الأضخم، يستحقون ذلك.. ولكن هل يعقل أن يتقاضى فيدال عقد سواريز، هنا سيكون خلل في الإدارة البرشلونية، فسيعتقد بأنه نجم كبير، ومن الممكن أن يستصعب النظر إلى زميله ليونيل.. المعايير واضحة في الأندية الأوروبية.. اللاعب النجم يحصل على المبالغ الأكبر..
لدينا للأسف المؤشر لعب فيه وكلاء اللاعبين، فسوقوا لموكليهم بطرق ملتوية وجعلوا من أنصافهم نجومًا في عيون رؤساء الأندية فامتدت الغشاوة إلى الجمهور، ما نتج عنه سخط أكبر في المدرجات وخارجها على لاعبين انكشف واقعهم عندما جف الحبر على عقودهم، وامتلأت جيوبهم..
العقلاء في الوسط الرياضي، ينعمون بحاسة البصر مثل التذوق، فلا يستطيعون إيهامهم بنجوم لا تسطع، سوق اللاعبين مفتوح ولا نطلب تهذيبه، ولكن نتمنى من رؤساء الأندية مستقبلاً أن يقدموا عقودًا مقنعة للاعبين بحسب عطائهم وموهبتهم ويرفعوا من حاسة البصر..