في أوج توهج الصحافة السعودية الورقية قبل أن يثور عليها الإعلام الجديد، كان لكل قارئ بابه المفضل في الصحيفة، فيطرقه ليستمتع بحقله..
يدخل الأب الخمسيني إلى المنزل ممسكًا بخبز “التميس”، شكل قطعة من الورق المقوى تسمى “الكرتون” حائلاً بينهما تحميه من لسعاته، لكن لسانه يتحمل تلك اللسعات قبل الوصول، وفي يده الثانية أنواع من الألبان وفوق رأسه بطيخة وتحت “إبطه” صحيفة، يطلب من أبنائه مساعدته على تفريغ الحمولة فيتسابقون لنجدته، لكن هدفهم الصحيفة.. للناس فيما يقرؤون.. مذاهب..
في المجلس “الأرضي” بالكاد تجد والدتهم حيزًا لوضع “سفرة” الغداء، فلقد شتت الأبناء شمل الصحيفة وملأت أوراقها الجلسة العائلية، طبعًا الملحق الرياضي عليه الإقبال الأكبر، والسياسي والاقتصادي لا يحظيان بالشعبية ذاتها، ولكن يدخل الفني في تنافس قوي مع أهل الكرة، والثقافي والصحي تبحث عنهما الأم، وبعد أن ينتهوا من القراءة الجماعية كل منهم يبحث عن “الكاريكاتير”.. فيجمعهم عشقه.. حتى أضحى الوجبة الخفيفة اليومية..
الرسم “الكارتوني” الذي كان يرمز إلى النقد بسخرية، فن اشتهرت به الصحافة عمومًا، فأي راكب لقطار الصحيفة لو تخطى المحطات كلها فحتمًا سيتوقف عند محطة الكاريكاتير..
وعلى الرغم من التأثير القوي للمقالات الصحافية في النقد، إلا أن “الكاريكاتير” الذي يحمل تأشيرة تخوله من دخول كل الأبواب الصحافية كان تأثيره في بعض الأحيان أقوى، فرغم أن المقال يتخطى كاتبه الـ500 كلمة ليوصل فكرته، إلا أن رسام الكاريكاتير يوصلها في أقل من عشر كلمات، وتأثيرها يتناقله القراء في المجالس والعمل والاتصال الهاتفي قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.
الكثير من الرسامين الساخرين تعرضوا للتحقيق، وأدخلوا صحفهم في قضايا قانونية، ولكن لم يتوقفوا.. وفي الصحافة المحلية، سجل الفنان السعودي علي الخرجي اسمه من أوائل من انتظم في رسومات الكاريكاتير في منتصف الستينيات الميلادية، وبعده كان هناك أسماء لامعة في هذا الفن الجميل، منهم محمد الخنيفر الذي كانت ريشته “ملوّنة”، في فترة السبعينيات الميلادية، وفي الثمانينيات طلّ عباقرة الفن التاريخي منهم عبد السلام الهليل وعبد الله صايل ورشيد السليم الذي توقف قبل أيام عدة، وآخرون لهم كل التقدير والمحبة على ما قدموه في عالم الصحافة وزرعهم البهجة..
حقبة مهمة في الصحافة السعودية سجلها رسامو الكاريكاتير على مدار أكثر من 40 عامًا، شكلوا إضافة جميلة على الورق، ولكن للأسف لم نشاهد لها امتدادًا في زمن الإعلام الجديد، فأكثر الفنون الصحافية، تعايشت مع الوضع الإعلامي الجديد وخالطته، ونجحت، عدا الكاريكاتير، وأستغرب توقفه وسط المتابعة الإعلامية الكبرى من قبل سكان المعمورة..
يدخل الأب الخمسيني إلى المنزل ممسكًا بخبز “التميس”، شكل قطعة من الورق المقوى تسمى “الكرتون” حائلاً بينهما تحميه من لسعاته، لكن لسانه يتحمل تلك اللسعات قبل الوصول، وفي يده الثانية أنواع من الألبان وفوق رأسه بطيخة وتحت “إبطه” صحيفة، يطلب من أبنائه مساعدته على تفريغ الحمولة فيتسابقون لنجدته، لكن هدفهم الصحيفة.. للناس فيما يقرؤون.. مذاهب..
في المجلس “الأرضي” بالكاد تجد والدتهم حيزًا لوضع “سفرة” الغداء، فلقد شتت الأبناء شمل الصحيفة وملأت أوراقها الجلسة العائلية، طبعًا الملحق الرياضي عليه الإقبال الأكبر، والسياسي والاقتصادي لا يحظيان بالشعبية ذاتها، ولكن يدخل الفني في تنافس قوي مع أهل الكرة، والثقافي والصحي تبحث عنهما الأم، وبعد أن ينتهوا من القراءة الجماعية كل منهم يبحث عن “الكاريكاتير”.. فيجمعهم عشقه.. حتى أضحى الوجبة الخفيفة اليومية..
الرسم “الكارتوني” الذي كان يرمز إلى النقد بسخرية، فن اشتهرت به الصحافة عمومًا، فأي راكب لقطار الصحيفة لو تخطى المحطات كلها فحتمًا سيتوقف عند محطة الكاريكاتير..
وعلى الرغم من التأثير القوي للمقالات الصحافية في النقد، إلا أن “الكاريكاتير” الذي يحمل تأشيرة تخوله من دخول كل الأبواب الصحافية كان تأثيره في بعض الأحيان أقوى، فرغم أن المقال يتخطى كاتبه الـ500 كلمة ليوصل فكرته، إلا أن رسام الكاريكاتير يوصلها في أقل من عشر كلمات، وتأثيرها يتناقله القراء في المجالس والعمل والاتصال الهاتفي قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.
الكثير من الرسامين الساخرين تعرضوا للتحقيق، وأدخلوا صحفهم في قضايا قانونية، ولكن لم يتوقفوا.. وفي الصحافة المحلية، سجل الفنان السعودي علي الخرجي اسمه من أوائل من انتظم في رسومات الكاريكاتير في منتصف الستينيات الميلادية، وبعده كان هناك أسماء لامعة في هذا الفن الجميل، منهم محمد الخنيفر الذي كانت ريشته “ملوّنة”، في فترة السبعينيات الميلادية، وفي الثمانينيات طلّ عباقرة الفن التاريخي منهم عبد السلام الهليل وعبد الله صايل ورشيد السليم الذي توقف قبل أيام عدة، وآخرون لهم كل التقدير والمحبة على ما قدموه في عالم الصحافة وزرعهم البهجة..
حقبة مهمة في الصحافة السعودية سجلها رسامو الكاريكاتير على مدار أكثر من 40 عامًا، شكلوا إضافة جميلة على الورق، ولكن للأسف لم نشاهد لها امتدادًا في زمن الإعلام الجديد، فأكثر الفنون الصحافية، تعايشت مع الوضع الإعلامي الجديد وخالطته، ونجحت، عدا الكاريكاتير، وأستغرب توقفه وسط المتابعة الإعلامية الكبرى من قبل سكان المعمورة..