|


رياض المسلم
السطوة الذكورية و«دادي شوقر»
2020-07-21
ينتقد الرئيس الأمريكي “توم كيركمان” الذي يجسد دوره الممثل الكندي كيفر سثرلاند في مسلسل “الناجي المعين”، تزويج القاصرات في السعودية في إحدى حلقاته، فيفتح الباب على مصراعيه متحدثًا عن حقوق المرأة في بلادنا.
يرد عليه أحد معاونيه في البيت الأبيض، فيشير إليه بأن السعودية الآن مكّنت المرأة وبوأتها أعلى المناصب ونالت حقوقها وفكّت الكثير من الأغلال المجتمعية التي تحولت فيما بعد إلى أنظمة، وكما جاء على لسان الممثل الأمريكي بأن المرأة السعودية باتت تقود السيارة وتمارس حقوقها في كافة المجالات..
المسلسل الأمريكي كتب وأنتج وأخرج بشكل أكثر من رائع، جذب في أولى حلقاته أكثر من 7 ملايين مشاهدة في مدة قصيرة، يناقش أبرز القضايا الأمريكية الداخلية منها تعنت مجلس الشيوخ وصراعه مع الرئيس ودهاليز الانتخابات والبنية التحتية إلى جانب السياسات الخارجية.. أبواب موصدة فتحها صناع المسلسل بذكاء، فعندما يناقش أحد أهم الأعمال التلفزيونية الأمريكية قضية المرأة السعودية وكيف تم تمكينها فيما بعد، ويأتي الرد من أهل المسلسل ذاته دون الحاجة إلى دفاع من قبلنا، فهذا يعكس مدى التأثير القويّ الذي أحدثته التغييرات السعودية في تبديل صورة المرأة السعودية المرسومة في أذهان العالم، مستندين على الواقع الذي تعيشه ووصلهم بكل هدوء وعقلانية..
حقوق المرأة السعودية شكلت في السابق مادة دسمة لكل من يريد النيل من بلادنا قبل أن تلجم تلك الأفواه بقرارات في عهد الحزم والعزم، حررتها من قيود التحكم الذكوري بمساعدة أنظمة وضعت لتحييدها وتزيد من أغلالها، فكانت صيدًا سهلاً للبيروقراطية، فألغت هويتها حتى شعرنا بأن هذا الكوكب للرجال فقط.
بعض معشر الذكور يرى أن تحرير المرأة من القيود الإدارية يكبله، فينتقد تلك القرارات التي تجعل المرأة شخصًا عاقلاً وليس تبعيًّا..
ما أجمل أن يكون الرجل “دادي شوقر” مع عائلته الصغيرة والكبيرة، ويدرك بأن حصول المرأة على حقوقها في تعاملاتها الإدارية ليس معناه أن تخرج من ظلّه، فشمس الثقة أفضل من ظلال التقاليد القديمة.. فهنّ قادرات على تسيير أمورهن والنظام يكفل لهن حقوقهن.. وشاهدنا نتاج ذلك في السنوات الأخيرة، فخرجت لنا المرأة الوزيرة والسفيرة وعضو مجلس الشورى والرياضية والموهوبة والمخترعة، وربة الأسرة التي منحت كافة صلاحياتها بعيدًا عن رجل شلّ حركتها وحرمها من حقوقها بمساعدة البيروقراطية القديمة.. فـ”رفقاً بالقوارير”..