- الصورة الشعريّة، أو المَجاز الفنّي عمومًا بكافّة أشكاله وتنويعاته، وبما يحتويه من غموض، لا يحضر لطردك من المعنى، ولا لحجبك وإقصائك ومنعك من الدخول إلى النّص أو العمل الفنّي أيًّا كانت طبيعته!.
- هو يفعل ذلك، نعم، مع كل من ليس لديه إمكانيّات الدخول. لا كُرهًا ولا رفضًا. إنه يُقِيم، نعم، حاجزًا، لحماية نفسه من المتطفّلين، ليُتيح للآخرين، ربما، إمكانيّة تأمّله، ومعايشته، وإقامة علاقة حميميّة معه، بعيدًا عن الضوضاء والتهريج!.
- لكن للمَجاز، هدف آخر وأسمى، وأكثر كرمًا وأطلَبُ وِدًّا. إنه يريد الاحتفاظ بك العمر كلّه!.
- الجملة الواضحة، المكشوفة، التي لا تقول أبعد مما هو ظاهر عليها، لا تطمع بأكثر من الاحتفاظ بك لحظة عابرة!. بعدها ترميك بحثًا عن آخَر غيرك لتحتفظ به لحظة عابرة أيضًا، وهكذا!.
- أصحاب هذا النهج غايتهم: العدد!. يحسبون قيمتهم بمقدار ما أوقعوا من ناس!. لا يهمّهم في شيء، عمق العلاقة مع أي أحد!.
- مثل هؤلاء يتمسّكون بكلمة “الجمهور”، والتي يتطلّب معناها كما هو واضح من لفظها: التّجمهر!، والذي يتطلّب بدوره وجود أكبر قدر ممكن من الناس في زمن واحد في مكان واحد!.
- القارئ، المتلقّي عمومًا، بالنسبة لهم، متجسّد حقيقةً وواقعًا، ولا يمكن له أن يكون افتراضيًّا!. المشكلة أنه، وبما أنه موجود ومتجسّد حقيقةً وواقعًا، فإنه بذلك يكون سابقًا للعمل الفنّي نفسه، وبأسبقيّته هذه يكسب قيمة العُلوّ والارتفاع، والأمر والنهي، وتبيان الطلبات وتحديد الشروط!. بذلك يصبح دور الفنّان تلبية هذه الطّلبات، على أن يكون أجره التجمهر حوله والتصفيق له والتصوير معه!.
- بعد ذلك ينتهي كل شيء!. لحظات عابرة ومرّت!.
- المَجاز الفنّي، يُكرم العلاقة ويرتقي بها، إذ ومن خلال شيء من الغموض، يترك فرصة أكبر للتأمّل والمساءلة الجمالية والوجدانيّة!.
- وكلّما كان العمل الفني عميقًا، طالت مدّة هذه العلاقة وتجذّرت في النفس أكثر وأكثر!.
- وأحس كل قارئ، أيًّا كان شكل وطبيعة القراءة، أن هذا العمل جاء من أجله فقط. أو أن إشارةً، أو تلويحةً، من هذا العمل إنما جاءت له دون سواه، وأنّ أمرها يخصّه من دون كل خلق الله، بل إنها عُمِّيَتْ عمدًا وعن سبق ترصّد، لتحتفظ بنفسها له ومن أجله وحده فقط!. للفن عِرْض مصون!.
- تَمُرّ بالجملة، فإن لم تكن مجازيّة فإنك أمام أحد أمرين، إما أن تتركها خلفك وتُكمل طريقك، وإمّا أن تثبت عندها، وبذلك الثبات والسكون يمكن لكما أن تتصاحبا!. هذا سوف يكون على حساب رحلتك!.
- وقوفك يعني فناء الرحلة ونهاية الطريق!. لكن إنْ كانت الجملة مجازية، فلا حاجة لك بالوقوف. هي ستصحبك. وبحسب طاقة المجاز فيها، تتطوّر بتطوّرك، وتتقدّم بتقدّمك، كلاكما يدلّ صاحبه ويشحذ همّته على سفر جديد!.
- قفلة:
مرّةً، كتب لي قارئ كريم، يحدّثني عن عبارة مجازيّة بسيطة كتبتها يومًا، ويقول: من سنوات طويلة وأنا أحاول معرفة المعنى!. فكتبت: أسعدك الله. ربما لو أنني كتبت جملة مكشوفة المعنى لضاعت ولم يرزقها الله نعمة احتفاظك بها إلى هذا اليوم!.
- هو يفعل ذلك، نعم، مع كل من ليس لديه إمكانيّات الدخول. لا كُرهًا ولا رفضًا. إنه يُقِيم، نعم، حاجزًا، لحماية نفسه من المتطفّلين، ليُتيح للآخرين، ربما، إمكانيّة تأمّله، ومعايشته، وإقامة علاقة حميميّة معه، بعيدًا عن الضوضاء والتهريج!.
- لكن للمَجاز، هدف آخر وأسمى، وأكثر كرمًا وأطلَبُ وِدًّا. إنه يريد الاحتفاظ بك العمر كلّه!.
- الجملة الواضحة، المكشوفة، التي لا تقول أبعد مما هو ظاهر عليها، لا تطمع بأكثر من الاحتفاظ بك لحظة عابرة!. بعدها ترميك بحثًا عن آخَر غيرك لتحتفظ به لحظة عابرة أيضًا، وهكذا!.
- أصحاب هذا النهج غايتهم: العدد!. يحسبون قيمتهم بمقدار ما أوقعوا من ناس!. لا يهمّهم في شيء، عمق العلاقة مع أي أحد!.
- مثل هؤلاء يتمسّكون بكلمة “الجمهور”، والتي يتطلّب معناها كما هو واضح من لفظها: التّجمهر!، والذي يتطلّب بدوره وجود أكبر قدر ممكن من الناس في زمن واحد في مكان واحد!.
- القارئ، المتلقّي عمومًا، بالنسبة لهم، متجسّد حقيقةً وواقعًا، ولا يمكن له أن يكون افتراضيًّا!. المشكلة أنه، وبما أنه موجود ومتجسّد حقيقةً وواقعًا، فإنه بذلك يكون سابقًا للعمل الفنّي نفسه، وبأسبقيّته هذه يكسب قيمة العُلوّ والارتفاع، والأمر والنهي، وتبيان الطلبات وتحديد الشروط!. بذلك يصبح دور الفنّان تلبية هذه الطّلبات، على أن يكون أجره التجمهر حوله والتصفيق له والتصوير معه!.
- بعد ذلك ينتهي كل شيء!. لحظات عابرة ومرّت!.
- المَجاز الفنّي، يُكرم العلاقة ويرتقي بها، إذ ومن خلال شيء من الغموض، يترك فرصة أكبر للتأمّل والمساءلة الجمالية والوجدانيّة!.
- وكلّما كان العمل الفني عميقًا، طالت مدّة هذه العلاقة وتجذّرت في النفس أكثر وأكثر!.
- وأحس كل قارئ، أيًّا كان شكل وطبيعة القراءة، أن هذا العمل جاء من أجله فقط. أو أن إشارةً، أو تلويحةً، من هذا العمل إنما جاءت له دون سواه، وأنّ أمرها يخصّه من دون كل خلق الله، بل إنها عُمِّيَتْ عمدًا وعن سبق ترصّد، لتحتفظ بنفسها له ومن أجله وحده فقط!. للفن عِرْض مصون!.
- تَمُرّ بالجملة، فإن لم تكن مجازيّة فإنك أمام أحد أمرين، إما أن تتركها خلفك وتُكمل طريقك، وإمّا أن تثبت عندها، وبذلك الثبات والسكون يمكن لكما أن تتصاحبا!. هذا سوف يكون على حساب رحلتك!.
- وقوفك يعني فناء الرحلة ونهاية الطريق!. لكن إنْ كانت الجملة مجازية، فلا حاجة لك بالوقوف. هي ستصحبك. وبحسب طاقة المجاز فيها، تتطوّر بتطوّرك، وتتقدّم بتقدّمك، كلاكما يدلّ صاحبه ويشحذ همّته على سفر جديد!.
- قفلة:
مرّةً، كتب لي قارئ كريم، يحدّثني عن عبارة مجازيّة بسيطة كتبتها يومًا، ويقول: من سنوات طويلة وأنا أحاول معرفة المعنى!. فكتبت: أسعدك الله. ربما لو أنني كتبت جملة مكشوفة المعنى لضاعت ولم يرزقها الله نعمة احتفاظك بها إلى هذا اليوم!.