في صيف 2016م، قررت ضم محافظة فرسان ضمن مخطط السفرات السنوية، فتجربة التنقل بالباخرة والعيش في جزيرة ومشاهدة اللوحات الإرشادية “انتبه من عبور الغزلان” بدلاً من الجمال كلها أمور جديدة علي.
بعد الوصول إلى المحافظة الهادئة، كل شيء فيها ينطق جمالاً بصمت، طبيعة خلابة، ومناظر مبهرة، وأرض بكر تنتظر أيادي التطوير، أتاني شخص من أهل المحافظة يرحب بحضورنا، وعندما علم بأني صحافي طلب منيّ الكتابة عن المعوقات السياحية وأولها عدم وجود السكن، مبينًا أنه لو لاقت اهتمامًا لتخطت المالديف.. ظننته يبالغ ولكن بعد الزيارة أدركت بأنه محق..
شواطئ بيضاء ورمال خالية من خطوات البشر على امتداد النظر.. أنتظر الوصول إلى الفندق المطل على البحر.. لم يعجبني كثيرًا فطلبت من السائق التوجه إلى فندق أفضل، فكان الجواب المخيف: “ليس هناك سوى هذا الفندق على البحر”.. تخليت عن الماء المالح، فطلبت منه نزلاً يكون مطلاً حتى لو على شجرة السدر أو مطعم بخاري، فأجاب بأن الموجود هو شقق مفروشة ولا ترتقي إلى نجماتي..
عدت إلى الفندق مرغمًا، وكأن العاملين في الاستقبال في عينيهم كلام مضمونه “ما فيه إلا هذا الفندق عاجبك أو اشرب من ماء البحر فهو قريب منا”..
بعد قضاء أول ليلة مكسور الخاطر، استنشقت رائحة حريق فطلبت من موظفي الفندق الحذر فخففوا من قلقي وطلبوا مني العودة إلى السرير والاستمتاع بالأثاث والديكور البالي، الذي لم يصمد في الغرفة التي بجانبي، فاندلع منها حريق نجونا منه بفضل الله سبحانه وتعالى ومن ثم تدخل رجال الدفاع المدني ليخمدوا النيران والأدخنة..
قررت مغادرة الجزيرة على الفور قبل أن أعود نصف استواء إلى أهلي ولكن موعد الباخرة بعيد، فعوضنا الفندق الوحيد بليلتين مجانًا ويفترض أن يمنحنا مبلغًا ماديًّا لكوننا رضينا بأن نسكن فيه..
هل يعقل محافظة مثل فرسان تضم أكثر من 84 جزيرة، وتجمع بين التاريخ والجغرافيا وتتمتع بمقومات سياحية تضاهي بقية مناطق ومدن ومحافظات السعودية، تهمل بهذا الشكل؟.. هذا السؤال الذي يردده كل شخص يزور المحافظة..
سعدت كثيرًا، بإعلان الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، بأن وزارته تعمل حاليًا على تقديم ملف محمية جزر فرسان لتسجيلها في قائمة “الماب” في اليونسكو، مبينًا أن بلادنا غنية بإنسانها وتنوعها الطبيعي والثقافي.
التفاعل الثقافي مع المحافظة نتمنى أن يواكبه اهتمام في جوانب أخرى، فعلى وزارة السياحة ولجنة التنمية السياحية في منطقة جازان ورجال الأعمال الالتفات إلى فرسان وتحويلها إلى جزيرة جاذبة للإنسان بدلاً من كونها مطوية في عالم النسيان..
بعد الوصول إلى المحافظة الهادئة، كل شيء فيها ينطق جمالاً بصمت، طبيعة خلابة، ومناظر مبهرة، وأرض بكر تنتظر أيادي التطوير، أتاني شخص من أهل المحافظة يرحب بحضورنا، وعندما علم بأني صحافي طلب منيّ الكتابة عن المعوقات السياحية وأولها عدم وجود السكن، مبينًا أنه لو لاقت اهتمامًا لتخطت المالديف.. ظننته يبالغ ولكن بعد الزيارة أدركت بأنه محق..
شواطئ بيضاء ورمال خالية من خطوات البشر على امتداد النظر.. أنتظر الوصول إلى الفندق المطل على البحر.. لم يعجبني كثيرًا فطلبت من السائق التوجه إلى فندق أفضل، فكان الجواب المخيف: “ليس هناك سوى هذا الفندق على البحر”.. تخليت عن الماء المالح، فطلبت منه نزلاً يكون مطلاً حتى لو على شجرة السدر أو مطعم بخاري، فأجاب بأن الموجود هو شقق مفروشة ولا ترتقي إلى نجماتي..
عدت إلى الفندق مرغمًا، وكأن العاملين في الاستقبال في عينيهم كلام مضمونه “ما فيه إلا هذا الفندق عاجبك أو اشرب من ماء البحر فهو قريب منا”..
بعد قضاء أول ليلة مكسور الخاطر، استنشقت رائحة حريق فطلبت من موظفي الفندق الحذر فخففوا من قلقي وطلبوا مني العودة إلى السرير والاستمتاع بالأثاث والديكور البالي، الذي لم يصمد في الغرفة التي بجانبي، فاندلع منها حريق نجونا منه بفضل الله سبحانه وتعالى ومن ثم تدخل رجال الدفاع المدني ليخمدوا النيران والأدخنة..
قررت مغادرة الجزيرة على الفور قبل أن أعود نصف استواء إلى أهلي ولكن موعد الباخرة بعيد، فعوضنا الفندق الوحيد بليلتين مجانًا ويفترض أن يمنحنا مبلغًا ماديًّا لكوننا رضينا بأن نسكن فيه..
هل يعقل محافظة مثل فرسان تضم أكثر من 84 جزيرة، وتجمع بين التاريخ والجغرافيا وتتمتع بمقومات سياحية تضاهي بقية مناطق ومدن ومحافظات السعودية، تهمل بهذا الشكل؟.. هذا السؤال الذي يردده كل شخص يزور المحافظة..
سعدت كثيرًا، بإعلان الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، بأن وزارته تعمل حاليًا على تقديم ملف محمية جزر فرسان لتسجيلها في قائمة “الماب” في اليونسكو، مبينًا أن بلادنا غنية بإنسانها وتنوعها الطبيعي والثقافي.
التفاعل الثقافي مع المحافظة نتمنى أن يواكبه اهتمام في جوانب أخرى، فعلى وزارة السياحة ولجنة التنمية السياحية في منطقة جازان ورجال الأعمال الالتفات إلى فرسان وتحويلها إلى جزيرة جاذبة للإنسان بدلاً من كونها مطوية في عالم النسيان..