|


تركي السهلي
معارك النصر
2020-08-10
صحيح أن نادي النصر السعودي بدأ مشروعاً مختلفاً العام الماضي، شأنه في ذلك شأن الأندية المحليّة كُلّها بشمول الجميع بالتمكين المالي والإداري، عبر تولّي الحكومة الضخ المالي الكبير على الرياضة.
وجنى أصفر العاصمة ثمار ذلك بلاعبين أجانب على مستوى عال وكأسي الدوري والسوبر، لكن البناء الأكبر بدا هذا الموسم وخصوصاً في شقه الثاني، حينما توسّع العالمي في الاستقطاب المحلّي من النجوم ذوي العمر الصغير القادر على الاستمرار لسنوات طوال.
ورحلة العاصمي الكبير طويلة لا شك، لكن ملامحها ظهرت والرغبة الكبيرة بالتغيير والاستحواذ واضحة للجماهير، وستكون النتيجة إيجابية دون أدنى شك، شريطة الصبر على العمل والابتعاد عن مواطن الخلل.
والفكرة المُكتملة الآن تُعطي مؤشرات في غاية الأهمية، فاللاعب المحلّي هو النقطة الأهم في معادلة اللاعبين ووضعه ضمن الإطار الفني والإداري هو الجهد الذي يجب أن يُبذل دونما هوادة أو تراخٍ.
ويجب على الإدارة النصراوية ألا تلتفت في هذا الوقت تحديداً للعنصر الأجنبي، لأن الحصول على أي نجم خارجي لا يستدعي مزيد بحث، فالمتوافر كثير والأبواب مفتوحة ولا مشاكل من ذلك في ظلّ سمعة الدوري السعودي الكبيرة ومكانة النصر الرفيعة.
والحاجة الصفراء المُلحّة تتمثّل في تقوية الجهاز التدريبي في حال التجديد مع البرتغالي روي فيتوريا، ومنح الفريق اللياقي والطبي جرعة قوّة ورسم سياسة ظهور مغايرة عما كان عليه الوضع في هذا الموسم، وفتح كل المناخات لأن يكون هناك ثوب جديد لا بقع فيه.
والنصر بكل ما فيه متواجد ومؤثر ولن يغيب في المناسبات القادمة سواء كانت داخلية أو خارجية، وأمامه الكثير من المعتركات وهو مدجّج بأسلحة لا يمتلكها غيره، وسيكون الفريق وفق عادته طاغياً لا يتراجع عن مواقعة الأثيرة إلى نفسه.
اليوم، لم يعد النادي السعودي العملاق بحاجة لأن يقف ثم ينهض من جديد، فقد تجاوز كل المطبّات التي وضعت في طريقه في الماضي ولا خوف لدى مُحبيه من أن يكون هناك مرحلة غياب طويلة. وفي قصّته المحكية سيقرأ المتمعّن أن النصر يكتب فصوله بقلمه، وأن تجاوز بعض الصفحات لم يعد ممكناً وأن السطر المتبوع بثان لن تقترب منه الممحاة.
سلامٌ على هذا الفاقع اللون.. الحاضر بتفاصيله العديدة وروحه التي لا تضعف ولا تتضعضع ولا تسمح بأن يكون لها بديل في ساحة المعركة. تخطّى العاصمي الأصفر البدايات وهو يسير الآن بخطة ثابتة نحو المزيد من النهايات السعيدة. الأقوياء لا يقفون