يقولون إن كرة القدم مجرد لعبة لا يجب أن نحملها أكثر من ذلك، بمعنى ألا تزيد مناوشاتها أكثر من تنافس الـ90 دقيقة ينتهي معها كل شيء، ويعود الجميع إلى حياتهم بشكل طبيعي، حتى وإن اعتبرت زلزالاً داخل المستطيل الأخضر فلا يجب أن يكون له ارتدادات.
نسمع ونقرأ ذلك ونقول نحن هذا، لكن الحقيقة أننا نكذب أو نتجمل، فلا هي لعبة ولا نعود بعد مبارياتها إلى حياتنا الطبيعية، أما لماذا فلذلك أسباب بعضها موضوعية وأخرى تحتاج إلى معالجات نفسية، ونظامية وقانونية.
عندما تتبع مصدر المشاحنات والمناكفات، لا تجد نتائج كرة القدم ولا تفاصيل مبارياتها سببًا رئيسًا، وبالكاد تتوفر وقائع حقيقية يمكن الاستناد لها في سبيل استمرار اشتعال حرائق الخلاف، الجميع حريص على ألا ينتهي مهرجان التلاسن فهو مصدر ضوء وتسلية ورزق، صراع خاص يحاولون فرضه ليصبح عامًا، وفي الغالب ينجحون.
سأعود مرة أخرى إلى ما كتبه آرثور شوبنهاور “فن أن تكون دائمًا على صواب”، وترجمه إلى العربية د. رضوان العصبة، عرض خلاله إلى أساس الجدل أساليبه وطرقه وشرح 81 حيلة يمكن أن تستعين بها في جدالك، وختم لها حسان الباهي في مقدمة الكتاب، مبينًا “أن العودة إلى درس المغالطات ليس من باب الترف الفكري ولا من قبيل إحياء القديم فقط، بل ضرورة مردها إلى التحولات التي يشهدها العالم المعاصر على مستوى سبل التواصل، وآليات الاتصال التي استرجعت فيها طرق التضليل والتغليط، مركز الصدارة في التعامل بين الناس”، ولخص الغلاف الخارجي للكتاب أهم ما استنتجه شوبنهاور “أعظم سلاح المغالط هو التلبيس والتدليس”.
والتلبيس في جدال المجتمع الرياضي قاعدة ذهبية في كسب جولات الحوار، والتدليس سلاح منتشر بينهم، قصص مبتورة وأقوال مجتزئة، واستشهادات نصف الحقيقة، جميع تلك هي ما يمد الحوارات إلى منطقة الجدال، ثم الخروج مع الطريق الخاطئة، ومعه يتحول إلى شيء لا علاقة له بأصل الموضوع، يفتح الباب لاستسهال الخوض في المحرمات، بغية الانتصار بفكرة الثأر، وسلاح الانتقام.
الجدل الذي يجعلك تخرج منتصرًا لا يعني شيئًا، إلا في حالة أنك فعلاً كنت تقول الحقيقة وأتقنت محاصرة المغالط وقطعت عليه حججه، وكشفت أكاذيبه وحيله، لكن بشرط أن يكون الرأي العام مستعدًا للمعرفة ومرحبًا بالحقيقة ومناصرًا لأهلها.. يتبع
نسمع ونقرأ ذلك ونقول نحن هذا، لكن الحقيقة أننا نكذب أو نتجمل، فلا هي لعبة ولا نعود بعد مبارياتها إلى حياتنا الطبيعية، أما لماذا فلذلك أسباب بعضها موضوعية وأخرى تحتاج إلى معالجات نفسية، ونظامية وقانونية.
عندما تتبع مصدر المشاحنات والمناكفات، لا تجد نتائج كرة القدم ولا تفاصيل مبارياتها سببًا رئيسًا، وبالكاد تتوفر وقائع حقيقية يمكن الاستناد لها في سبيل استمرار اشتعال حرائق الخلاف، الجميع حريص على ألا ينتهي مهرجان التلاسن فهو مصدر ضوء وتسلية ورزق، صراع خاص يحاولون فرضه ليصبح عامًا، وفي الغالب ينجحون.
سأعود مرة أخرى إلى ما كتبه آرثور شوبنهاور “فن أن تكون دائمًا على صواب”، وترجمه إلى العربية د. رضوان العصبة، عرض خلاله إلى أساس الجدل أساليبه وطرقه وشرح 81 حيلة يمكن أن تستعين بها في جدالك، وختم لها حسان الباهي في مقدمة الكتاب، مبينًا “أن العودة إلى درس المغالطات ليس من باب الترف الفكري ولا من قبيل إحياء القديم فقط، بل ضرورة مردها إلى التحولات التي يشهدها العالم المعاصر على مستوى سبل التواصل، وآليات الاتصال التي استرجعت فيها طرق التضليل والتغليط، مركز الصدارة في التعامل بين الناس”، ولخص الغلاف الخارجي للكتاب أهم ما استنتجه شوبنهاور “أعظم سلاح المغالط هو التلبيس والتدليس”.
والتلبيس في جدال المجتمع الرياضي قاعدة ذهبية في كسب جولات الحوار، والتدليس سلاح منتشر بينهم، قصص مبتورة وأقوال مجتزئة، واستشهادات نصف الحقيقة، جميع تلك هي ما يمد الحوارات إلى منطقة الجدال، ثم الخروج مع الطريق الخاطئة، ومعه يتحول إلى شيء لا علاقة له بأصل الموضوع، يفتح الباب لاستسهال الخوض في المحرمات، بغية الانتصار بفكرة الثأر، وسلاح الانتقام.
الجدل الذي يجعلك تخرج منتصرًا لا يعني شيئًا، إلا في حالة أنك فعلاً كنت تقول الحقيقة وأتقنت محاصرة المغالط وقطعت عليه حججه، وكشفت أكاذيبه وحيله، لكن بشرط أن يكون الرأي العام مستعدًا للمعرفة ومرحبًا بالحقيقة ومناصرًا لأهلها.. يتبع