|


تركي السهلي
عامر السلهام
2020-08-16
عامر السلهام.. الرجل المتخصص في التقنيات المتقدّمة يغيب عن النصر.. الفتى الذي انطلق من فئات العاصمي الأصفر ومثّله في الفريق الأول مطلع التسعينيات الميلادية، آثر القطاع الخاص وأخذ جدّيته في العمل وشغفه الذي لا يغيب معه.. هو من أسلحة العالمي الثقيلة في المجال الإداري، لكنّه الآن يخوض في مجال بعيد.. ليته يعود إلى بيته ويمارس دوره الكبير وتأثيره القائم على النزاهة وصدق المنهج.
مثّل السلهام النصر صغيراً وشاباً يافعاً ومنحه من وقته رجلاً راشداً في مرحلة من أصعب المراحل في تاريخ النادي المؤسّس من أصالة الرياض وتاريخها العريق.. ركل الكُرة في بداياته ثم بعد نحو عشرين عاماً من تركها عاد ليتولّى الاحتراف في النادي الكبير ثم نائباً للرئيس. قال عنه فيصل بن تركي الرئيس السابق: “القوّي الأمين”.
في لحظة عودة النادي المولود في العام 1955م، بعد غياب، وكانت مع أيّام فيصل بن تركي عام 2009م، كان عامر رمّانة الميزان والساعد الشديد للتصحيح والبناء الجديد.. كان الرجل الذي أتى وفي قلبه الحب وبياض النوايا شديد الوضوح، فتشكّلت حقبة زمنية لن يتجاوزها التاريخ ولن تمحوها الأيّام. أخذ السلهام ومعه سلمان القريني ملفّات قديمة وبدآ في رسم سياسة تنطلق من توسيع دائرة الاستقطاب وتصدير نصر جديد للجماهير عداده المنافسة والفوز وطي مراحل الغياب الطويل.. كان لدى الرجل القادم من الولايات المتحدة وهيئة سوق المال تعليم وعامل تقني ناجح وعزم كبير على إعادة النادي الأصفر إلى مكانه المُعتاد.
والوضع ذلك الوقت لم يكن سهلاً كما يتخيّل بعضهم، فوضع لبنات جديدة على طوب قديم أمر في غاية الصعوبة ويتطلّب ذكاءً وصبرًا ودقّة، فالنتائج لا تأتي على نحو فوري والمظهر العام كان بحاجة لزمن حتى تظهر الصورة وهي بحال اكتمال. والحقيقة أن مرحلة فيصل ومعه عامر والقريني كانت جارفة لحظة ظهورها، لكنها سرعان ما هدأت وبدأت كشجرة لا تطرح ثمارها إلا بمزيد ري ورعاية كاملة.. وهو ما تم لاحقاً.
لقد أخذت السنون من النصراويين الكثير، لكنهم كانوا في توقيت معيّن يعطون الثقة لرجال يقدّرون جيداً كيف للساعة أن تمضي دقائقها في اتجاه النصر.
وهذه الأيّام ينعم العاصمي الكبير بمشروع حكومي هائل شمل الجميع، لكن الذاكرة تستحضر الكبار والأماني تكبر في عودتهم وحضورهم في المشهد من جديد.. ويظلّ عامرالسلهام اسماً نصراوياً لا يفارق الأذهان، والحاجة إلى وجوده مُلحّة في كل زمن ومهما كانت المعطيات.