|


رياض المسلم
«أم الرّكب».. وصدارة الهلال
2020-08-21
إذا كان اللاعبون يخشون من الرباط الصليبي في الركبة، فإن هناك إصابة تضرب الركبتين معًا تسمى “أم الركب”، ومن يصاب بها لا يحتاج إلى المكوث في حجرة العلاج أو الغياب أشهرًا عدة عن الملاعب، بل يستطيع أن يكمل اللعب، لكن الخسارة ستكون محيطة به، فمشرط أشهر الجراحين لا ينفع معها، وبحسب المختصين فإن “أم الركب” هي انتفاضة الرجلين بسبب الخوف عند الركبتين، وتصادمهما لإغماء العصب العاشر..
لا نفشي سرًّا عند الإشارة إلى أن الهلال هو أفضل فريق سعودي، ومن يحاول التقليل منه فله مآربه، فهو لا يحكم بعين الإنصاف وإنما الإجحاف، فالأزرق حاليًا يملك أفضل اللاعبين الأجانب، ومحليوه ركيزة أساسية في المنتخب، وهو الوكيل المعتمد لكل البطولات المحلية والخارجية.
ولكن زعيم الأندية السعودية أصيب بمشكلة في العامين الأخيرين، سببها “مطاردة النصر”، وحين يكون متصدرًا بفارق نقطي كبير ووصيفه جاره على الفور تدب الربكة لدى اللاعبين، فتصطادهم “أم الركب”، وتتصافق أرجلهم خوفًا من الغريم الذي “يومض بنوره من بعيد” لفتح الطريق..
في الموسم الماضي كان الهلال متصدرًا بفارق التسع نقاط، ودنا من حسم اللقب الاستثنائي كأس دوري محمد بن سلمان للمحترفين، والنصر يلاحقه، ورغم أن “الصدام الأصفر” لم يكن قريبًا، لكن التفكير في المطاردة أفقد الهلاليين اتزانهم، وانعكس على عطائهم في الملعب، وبكتف قانوني أزاحهم النصراويون عن الطريق وخطفوا اللقب الأقوى.
عشاق النصر كانوا واثقين من أن فريقهم سيعانق الذهب رغم الفارق النقطي الكبير، تلك الثقة الكبرى انعكست على اللاعبين، فكانت المحصلة بطولة.
في هذا الموسم، سعد النصراويون بتقدم جارهم، وما يفصلهم عنه ست نقاط قبل “ديربي أغسطس” الذي كسبه الهلال برباعية، فبات الفارق 9 نقاط، ورغم ذلك إلا أن وجود النصر في الوصيف أمر يضرب الهلاليين، فكان الفوز على الفتح بصعوبة والخسارة من الأهلي برعونة، في الوقت الذي لم يخسر النصر أي مباراة منذ “الرباعية”.. ليعود فارق الست نقاط..
الهلاليون يدركون أنهم أفضل من النصر فنيًّا، ولكن مطاردة النصر، تبعث الخوف وتشتت انتباه بعض اللاعبين، فيفقدون الكرة بطريقة سهلة ويتفنن المهاجمون في إهدار الفرص وتكثر هفوات الدفاع والأجنحة تتعطل والوسط يدور “بوش”..
الحل من وجهة نظري أن تعمل إدارة النادي والجهاز الفني للقضاء على ظاهرة الخوف المبالغ فيه من ملاحقة النصر، فهذا الأمر لا يكون أبدًا عندما يكون الوصيف ناديًا آخر غير الجار، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن ثقة النصر ستكسب الدوري وخوف الهلال سيحرمه اللقب..