|




تركي السهلي
وهم فيتوريا
2020-08-24
منذ أن تعاقد نادي النصر السعودي مع المدرب روي فيتوريا منتصف العام 2019م، وهُناك من يردد أن البرتغالي جاء وفي حقيبته مشروع كبير للعاصمي الأصفر. والحقيقة أن ذلك وهم تم بيعه على الجمهور النصراوي الذي اشتراه دون أن يدقق في المسألة. ولإيقاف التسويق لذلك علينا أن نعلم أن من يبني المشاريع الكُبرى للأندية مجالس الإدارات لا المدربين، وأن أعرق أندية العالم يرسم لها السياسات ملّاكها أو مسيروها من الخبرات الإدارية المتمكّنة لا الأسماء التدريبية الواقفة على الجانب الفني.
ففي ليفربول الإنجليزي الذي حاز بطولة الدوري الإنجليزي هذا الموسم والنسخة قبل المنتهية أمس الأول لأبطال أوروبا كان لدى المالكين له والمديرين أهداف عدّة من بينها المنافسة على البطولات والظفر بها، واضعين في الاعتبار أن ذلك لن يتسنّى لهم وللفريق إلا برفع حجم الإنفاق على رواتب اللاعبين، كي يتمكّنوا من استقطاب عناصر عالية المستوى وهو ما تم، حيث يقف اليوم النادي الأحمر في المرتبة الثامنة عالمياً من بين الأندية الأعلى إنفاقاً على رواتب النجوم، بمتوسط 5.53 مليون جنيه إسترليني في السنة. وحين تم التعاقد مع الألماني يورجن كلوب كُمدرب كانت إدارة ليفربول قد حددت الاسم التدريبي الذي يمكنه تنفيذ المشروع لا بناءه.
والأمر ينطبق على كُل الأندية التي لديها رؤية واضحة حتى في مرحلة الترميم وإعادة التموضع كحال برشلونة الإسباني هذه الأيام، الذي وضعت إدارته طريقاً يُفضي إلى خروج أسماء ودخول غيرها من خارطة الفريق، فكان التوجه نحو التعاقد مع الهولندي رونالد كويمان البارع في هذه النقطة تحديداً. وحتى اتحادات الدول تحمل منهجاً لها في التعامل مع منتخباتها، ففي ألمانيا الحديث عن كلاسيكية يواكيم لوف لا يعيره الاتحاد الأهلي أي اهتمام لإيمانه أن انتشار اللعبة الهائل في عموم البلاد وبروز جيل مذهل من المدربين الألمان، سيصب في النهاية في تأثّر لوف بذلك حتى إن بلغ الستين من عمره. إنها العقول التي تحمل مدى بعيدًا من التفكير.وبالعودة إلى النصر، فإن لا أحد سيشرح لك ما هو مشروع فيتوريا ولا ما هي معالمه حتى. وكل ما يتم طرحه في هذا الإطار الترديد لكلام مقولب لا أكثر.. فالرجل يعمل مع إدارة غير تلك التي عمل معها الموسم الماضي، وفي كلتا الإدارتين لا جديد لدى السيّد الأنيق وكل ما يُقال عن مشروعه مجرّد وهم. وآمل أن تفيق الجماهير حتى لا تتوهم الإدارة أيضاً.