|


رياض المسلم
شرقية «طاش» وجنوبية «بلال»
2020-09-01
على نغمة موسيقية رنانة يسير “جمس الـ86” يتوسط لونه “الرصاصي” خطان “سماويان”، يحمل عائلة “طاش” في التسعينيات الميلادية إلى المنطقة الشرقية، في سلسلة حلقات خصصت لانتقاد السياحة الداخلية، متمثلة في غلاء الأسعار في السكن والأكل والمواقع الترفيهية، فكانت سياط أبي هزار ونزار “ساخنة” قبل أن يعالجوا المشكلة بالتوجه إلى دولة قريبة لتكملة الإجازة هناك..
لن أمثل دور “الرقيب” المتأخر على ما قدمه السدحان والقصبي في تلك الحقبة، فلقد سلطا الضوء على مشكلة الأسعار وهي حقيقة ولكنهما أغفلا جانبًا مشرقًا يتمثل في مقومات المنطقة السياحية، ولا أعني الترفيهية ولكن ما يتعلق بالأرض والبحر هناك..
في الأجيال السابقة كانت “سيمفونية” النقد “نشازًا” وصوتها مرتفع، فلا يسمع أي همس جميل من حولهم، فقضوا على لوحات الإبداع في الوطن الغالي، بنظرتهم المتأففة..
في الجيل الحالي الوضع اختلف تمامًا، فلم تكن لغة السخط هي الحاضرة في الأعمال الفنية أو الدرامية ولنقل الكثير منها، ولكن هناك من يسعى إلى إبراز الجوانب المضيئة في بلادنا ومضاهاتها بدول العالم..
سعدنا كثيرًا بما يقدمه صنّاع السينما المحلية في إنتاج الأفلام من خلال اختيار مناطق في مملكتنا الحبيبة، وإظهارها في صورتها الحقيقية، حيث يغلفها جمال ورونق الطبيعة الخلابة..
فريق فيلم “بلال السادس” بقيادة المخرج الشاب حيدر سمير الناصر اختاروا المنطقة الجنوبية للتصوير، وجذبني ما نقله أبطال العمل منهم زارا البلوشي وإلهام علي عبر حساباتهم الشخصية في “السناب شات”، فشاهدت مواقع جميلة وتضاريس غريبة وطبيعة فاتنة في منطقتنا الجنوبية من سودة عسير ووادي لجب وابن هشبل وتهامة جازان وبحر بيش، وغيرها من الأماكن التي مكث فيها المخرج وفريق عمله مدة طويلة لإنتاج الفيلم..
بغض النظر عن نجاح الفيلم عند عرضه في دور السينما من عدمه، ولكن ما يهم هو إبراز تلك المقومات الجاذبة والجغرافيا المتنوعة في بلادنا من خلال السينما، فهي خير وسيلة تسويقية للسياحة في بلادنا، وتأثيرها أبلغ من “تقارير تلفزيونية” أو صحافية أو حماقات المهرجين في وسائل التواصل..
في السابق قصد الكثير من المنتجين والمخرجين دولاً قريبة لتصوير المسلسلات المحلية، رغم أن بلادنا تضم السهل والجبل والبحر والخضرة، وقد يكون لهم أسبابهم يومها، ولكن الوضع اختلف ويجد دعمًا حكوميًّا لهذا القطاع..
اختار العالمي “توم كروز” مدينة دبي لتصوير بعض مشاهد فيلم “المهمة المستحيلة 3”، فجذبه برج خليفة والتسلق عليه، فكان خير دعاية للمكان.. ونحن متى ما حرصنا على تسويق المواقع السياحية في وطننا عبر السينما وما شابهها، فسيأتي يوم ونشاهد كبار النجوم العالميين يطلبون الإذن بالتصوير في بلادنا..