|


إبراهيم بكري
حارس البوابة المتعصب
2020-09-06
مهما كان منصبك في أي وسيلة إعلامية سوف تبقى وظيفتك الرئيسية “حارس البوابة”.
لا أحد غيرك يفتش كل ما يدخل أو يخرج من بوابتك إلا أنت، ولا أحد سواك صاحب القرار في مرورها أو منعها.
أسوأ شيء في أي وسيلة إعلامية عندما يكون “حارس البوابة” لا يلتزم بمعايير المهنية، ويعتمد في قراراته على رغباته الشخصية حسب ميوله الرياضية بعيدًا عن المصداقية.
عالم النفس الأمريكي كرت لوين مطور نظرية “حارس البوابة” الإعلامية يقول:
“أنه على طول الرحلة التي تقطعها المادة الإعلامية حتى تصل إلى الجمهور هناك بوابات يتم فيها اتخاذ قرارات بما يدخل وما يخرج، وأنه كلما طالت المراحل التي تقطعها الأخبار حتى تظهر في وسيلة إعلامية، ازدادت المواقع التي يصبح فيها متاحًا لسلطة فرد أو عدة أفراد تقرير ما إذا كانت الرسالة ستنتقل بالشكل نفسه أو بعد إدخال بعض التغييرات عليها، لهذا يصبح نفوذ من يديرون هذه البوابات والقواعد التي تطبق عليها، والشخصيات التي تملك بحكم عملها سلطة التقرير، يصبح نفوذهم كبيرًا في انتقال المعلومات”.
من هنا يعاني الإعلام الرياضي السعودي من التعصب بسبب وجود بعض حراس البوابات في مناصب إعلامية يتلاعبون بحقيقة المعلومة من خلال تزييفها أو انحراف مسارها على حسب مصالحهم الشخصية المرتبطة بعلاقاتهم مع الأندية أو ميولهم في التشجيع.
لذلك كثير من القضايا الرياضية المتشابهة في وسطنا الرياضي يتعاطى معها في وسائل الإعلام بطريقة مختلفة من ناحية التحريض وتهييج الجماهير واستعداء اللجان المعنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم أو وزارة الرياضة، من أجل إلحاق ضرر معين بنادي أو لاعب والقضية نفسها يتم غض البصر عنها حتى لا تصدر العقوبة ضد الفريق الذي يشجعه صاحب السلطة الإعلامية.

لا يبقى إلا أن أقول:
المراسل الصحفي عندما يرسل خبرًا يعيش داخل المطبخ الصحفي في الصحيفة يمر بمراحل كثيرة، وفي كل مرحلة “حارس بوابة” صاحب السلطة الإعلامية يتدخل في التعديل أو الإضافة أو الحذف، لذلك في بعض الأحيان يصل للقارئ خبر مشوه لا يعكس حقيقية المعلومة من مصدرها الأول.
مع كل هذا هناك وسائل إعلامية تلتزم بمعايير مهنية عالية يتم من خلالها الحرص على المصداقية والشفافية في نشر الأخبار، كما هي وأن تكون وظيفة “حارس البوابة” التأكد من صحة المعلومة ونشرها بعيدًا عن أي ميول أو تأثير العلاقات الشخصية.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.