|


هيا الغامدي
الهلال «كيمياء» صناعة أبطال
2020-09-11
انتهى الموسم الاستثنائي، أطول دوري بتاريخ الكرة السعودية بحصول الفريق الاستثنائي على اللقب الأغلى على قلوبنا كأس القائد الملهم صانع الرؤية الأمير محمد بن سلمان، الداعم الكبير لشباب وشابات الوطن، وضمه لشقيقه القاري كأس دوري أبطال آسيا، ليجمع المجد من أطرافه محليا وقاريا.
المتابع للعمل داخل الهلال يلحظ المستوى العالي من الاحترافية ولا يستغرب كيف انعكس ذلك على العمل داخل الملعب، ضمن الثقافة المتوارثة بأجيال الهلال وباقي الفرق الزعيمة بالعالم التي هي نموذج يحتذى به ويدرس بعالم المستديرة.
قلتها من قبل وأعيدها الآن بيئة الهلال الصحية الجاذبة سر بطولاته وأرقامه القياسية، وسر توفيقه بعد الله وهو رزق، ومن أنواع الرزق تآلف القلوب وتقاربها ووحدة الصف والاجتماع، يقول تعالى: “وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم”.. ألفة القلوب رزق وهو ما يظهر بكيمياء الهلال الإيجابية، إدارة ومدرب ولاعبون محليون وأجانب من شتى بقاع الأرض على قلب رجل واحد وهارموني كبير، فالقلوب بيد الله يؤلفها كيفما يشاء.
جيوفينكو وجوميز أتى عليهما توقيت سيئ كانا قاب قوسين أو أدنى من الرحيل؛ لكنّ أمرًا ما جعلهما يعودان أجمل وأفضل مما كانا عليه حتى أصبحا من الركائز الأساسية بالهلال، النملة ابن تورينو الإيطالية رؤية ممتازة مهارات فنية سرعة عالية وتخصص بالركلات الحرة خفة ورشاقة.. والفرنسي جوميز هداف يحمل بجيناته الكروية فروسية الشجعان ونخوة وعراقة الأصيل الذي لا يبدله الزمان.. لوشيسكو محارب روماني عظيم يزرع الاحترافية بكل عمل، نقطة ارتكاز وحيدة بنيل البطولات مع العمل الجماعي، رئيس الهلال رجل هادئ الملامح صامت الأقوال كثير الأفعال لا يتحدث، وإن تحدث فاعلم أن الحديث بطولة جديدة للهلال، هناك حكمة تقول فعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل ومعناها الأفعال أقوى تأثيرًا من الكلام.
الهلال فريق مكتمل وقياسي مطلوب منه البقاء بالقمة رغم صعوبة ذلك، لكن هذا قدر الأبطال، القوة الزرقاء بوصلة العمل ستتجه لآسيا سيخوض من خلالها تحديًا جديدًا كبطل مهم بهذا التوقيت الفني/ الزمني أن يستغل الكيمياء الإيجابية بشكل أكبر.. وأنا أعتبر كل فريق مشارك بدوري الأبطال الآسيوي “منتخب وطن”، ويجب أن يعاملوا على هذا الأساس من حقهم علينا الدعم، ومن حقنا عليهم تحقيق البطولات..