|


فهد عافت
الفلسفة والكلمة الطّيبة!
2020-09-16
- خطوة عظيمة، وفي الاتجاه الصحيح، أنْ يتم تدريس الفلسفة!.
- أن يكون الفكر فلسفيًّا يعني، ضمن ما يعني، قبول رأيين متناقضين لفترة قصيرة أو طويلة أو ممتدّة على الدوام بعد إتمام عمليّة تلاقح منطقية، وربما جماليّة، حكيمة، تتسّم بالشجاعة التي يمكنها منح معنى ثالث جديد متألّق وحيوي لما بدا أنه تناقض أوّل الأمر!.
- عبر الفلسفة، عبر الفكر الفلسفي، يمكن للتسامح المتفهِّم أن يكون رحبًا في الصدور والعقول، بما يجعل من قبول الآخر، أمرًا ممكنًا حقيقة، لا مجرّد عناوين صحفية وشعارات تضج بها مايكروفونات ندوات ثقافية!. سواء كان هذا الآخر شخصًا، أو فكرةً، أو عقيدة، أو عملًا فنيًّا. ذلك لأن الواحد منّا، وعبر الفلسفة، هو آخَر دائمًا!.
- فالفكر الفلسفي، الحيوي والنشط، والمدعّم بأسس سليمة مُعافاة، لا يمكنه إلا أن يجعل من صاحبه جديدًا كل يوم، مرّةً كل يوم على الأقل!.
* * *
- لا يوجد أحد في غِنى عن الكلمة الحلوة!.
- الكلمة الطّيبة بَلْسَم. حتى أكبر المبدعين في فنونهم، والذين حصلوا على جماهيريّة واسعة وتقدير كبير، ينتظرون دائمًا كلمة حلوة، طيّبة، جديدة!. والظّن بأنهم لم يعودوا بحاجة لها ظنّ خاطئ وليس في محلّه أبدًا!.
- الفرق، ربما، يكمن في مفهومهم، وفي إحساسهم، بهذه ولهذه الكلمة الحلوة وتجاهها!.
- المبدع، الشّفيف الخصب، الذي سمع كلمات إطراء، وعبارات محبّة كثيرة على مدى سنوات، ربما لا تعود تؤثِّر فيه أي كلمة من أي نوع وفي أي لحظة!.
إنه يحتاج لكلمة بسيطة لكن صادقة ومُشعّة بالدفئ وبجمال الصياغة، وبفطنة الاقتناص، وأن تأتي هذه الكلمة في وقتها!.
- هناك كلمات فاقعة، فائضة عن الحدّ، وبهرجتها لا تعجب ولا تروق لغير المهرّجين!.
مثل هذه الكلمات يقرف منها الفنّان المبدع الحقيقي، ويستشعر من ورائها رائحة شتيمة!.
- لماذا شتيمة؟ لأنه، ببساطة، يرى أنه يستحق كلمات طيّبة، وأقلّ وهجًا، لكنها حقيقيّة وصادقة ومتفهِّمة وذكيّة!.
- البهرجة وفيضان الإطراء المجّاني، لا يخدش حياء المبدع فحسب، بل يهينه أيضًا!.