|


هيا الغامدي
«كورونا» الهلال.. «الله غالب»!
2020-09-20
الله غالب لا يغلبه ناس أو ظروف لا يغلبه شيء فما شاء كان ونفذ وإن لم يرضَ أحد سواء بنصر أو هزيمة، الله غالب على كل حال، والله غالب على كل معضلة، الله غالب على كل ظلم وعلى كل شيء! يمرض الهلال لكن لا يموت ولا يستسلم، فالانهزامية ليست في قاموسه، مرض الهلال مرض للكرة الآسيوية جميعها، فهو أهم عضو فيها بطلها كبيرها وزعيمها، وهو إضافة للبطولة وقوة لها.
الإصابة بفيروس كورونا أمر الله وهو الغالب على أمره ولا راد لقضائه وقدره، والهلال بطل لديه كبرياء الأبطال، والأبطال لا يهزمون أبدًا، كل ما طالب به تقدير الوضع فقط! لكن مواقف اتحاد القارة “الصفراء” معروفة، ومستمرة سلبًا تجاه ممثلي الكرة السعودية بالذات الهلال الذي هزم تحكيمهم وهزمهم، الهلال “بيّض” وجه اتحاد القارة قبل الوطن في بطولة العالم وحل رابعًا، ومن حقه النظر في ظروفه وتأثره بالجائحة العالمية، ومن المعيب أن يعامل بهذا الشكل السلبي والمخجل والبائس، الاتحاد الآسيوي فشل فشلًا ذريعًا في إدارة الأزمة لفريق يقع تحت مظلته وتقدير ظروفه الذي هو تقدير لعدالة المنافسة بين الجميع!
الهلال لم يتشكَّ ولم يتعلل وينسحب، واصل بكبرياء الكبار ماضيًا بالحكمة “اعتدل في كل شيء إلا بعزة نفسك.. اطغى” سيذكر التاريخ أن ناديًا عظيمًا يدعى الهلال وقف في وجه الظروف وتحدّى الصعاب بعزيمة الرجال وقوة الإيمان، المرض ضعف والضعف لا يليق بالأبطال، إدارة الهلال “احترافية” تعمل بصمت وتواجه المصائب أيضًا بصمت وحكمة، وتدير الأزمة بصمت من وراء الكواليس، وكل ما طالبت به حق مشروع لا ينكره إلا جاحد أو حاسد بغية الضغط عليه وإزاحته عن البطولة! وجود النجم محمد الشلهوب مهم وضروري فنيًا ونفسيًا في هذه المرحلة الحساسة في تاريخ الهلال، كخبير وقائد قادر على إدارة وضعية زملائه اللاعبين داخل وخارج الميدان بالذات قليلي الخبرة!
ظلم أي فريق يقع تحت مظلة اتحاد أو الرضا بظلمه هو ظلم لعدالة المنافسة ونزاهة كرة القدم، وعليه أن يتوارى خجلًا من مواقفه السلبية تجاه الهلال والكرة السعودية، والتي أثبت بها فشله في إدارة الأزمة! ولا أكثر ولا أسوأ من ظلم ذوي القربى، ليس وطنيًا فحسب بل إنسانيًا، فإن لم تملك ضميرًا متعاطفًا مع مصائب الناس لست إنسانًا، فالتشفي والشماتة مرض أشد فتكًا من كورونا “لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويبتليك” في فمي ماء!