|


رياض المسلم
قسم الصحافيين.. وصياح «تويتر»
2020-09-26
معدل النوم الطبيعي للإنسان البالغ ثماني ساعات، وطبعًا تبقى راضخة للمتغيرات من دون حسبة “تعسيلة” بعض الموظفين الحكوميين بعد الخروج من الدوام، ولكن لا يستطيع شخص أن يحسب معدل “نوم الضمير”..
النائم يوقظه كابوس أو منبه أو شخص ما، ولكن الضمير قد يكون نوم صاحبه ثقيلاً ويتخطى أهل الكهف، وكل ما زاد وقته خرج لنا المزيد من الفاسدين والكاذبين والمنافقين والمجرمين وكل الصفات التي تنبذها البشرية..
صديق ضابط في أحد القطاعات العسكرية رفض الشفاعة لقريبه، وعندما سألته، أجاب بأنه سيكون موقفه ذاته حتى لو كان شقيقه، مشيرًا إلى أنه يحترم القسم الذي على عاتقه..
القاضي والطبيب وقبلهما الوزراء وكبار المسؤولين ووظائف عدة يخضع أصحابها للقسم، الذي يمثل المنبه الدائم للضمير في حال احتاج إلى النوم، ومتى ما أخذ الضمير “تعسيلة” خفيفة فإنها سيتبعها مصيبة..
فليس مهمًّا أن يحمل الطبيب مشرطه فقد يستعيره من زميله، ولكن لك أن تتخيل إن نسي ضميره في المنزل كيف سيكون حال المرضى، ولو فعلها القاضي، ماذا سيحل بميزان العدالة.. هل يستقيم؟!
أداء القسم أتمنى تعميمه على وظائف عدة، فالكثير من شاغريها ضميرهم جرب النوم على كل الجهات، وعلى سبيل المثال الصحافيون الرياضيون، فكم من معلومة مغلوطة نقلت، وكم من خبر اعتمد على الكذب، وكم من تصريح أو حوار “مفبرك”، وكم من رأي أو طرح قدّم ليخدم مصالح شخصية..
في قضية الهلال والاتحاد الآسيوي، كان هناك كمية مما يسمونه “صياح تويتر” بشكل غريب، فلا يتحدثون بعقلانية ولكن عواطفهم تقودهم، وهنا أعني الصحافيين والنقاد، ولكن الجمهور له الحق فيما يقول فالعاطفة تتحكم بهم..
من وجهة نظري، أرى أن الهلال ظلم من الاتحاد القاريّ كونه غير متعاون مع الظروف القاهرة التي مرّ بها بسبب جائحة كورونا، وقدمت إدارة النادي التي ارتكبت أخطاء عدة احتجاجات رسمية.. وانتهى الموضوع.. ولكن لدي استفسار: لو كان الوباء ضرب فندق النصر في الدوحة، هل سيكون التعاطي الإعلامي مع الموضوع نفسه؟.. الإجابة لا.. فستتبدل وقتها مراكز الدفاع والهجوم بين هؤلاء النقاد وضميرهم “نائم”..
هذا حال الصحافة الرياضية للأسف.. الكثير من ممارسيها ضميرهم ينعم في سبات عميق.. لماذا لا نقول الحقيقة فقط وننقلها كما هي دون تدليسها بالكذب والخداع والنفاق.. وإذا لم يطلب رسميًّا من الصحافيين أداء القسم فعلى الأقل، يكون لديهم وازع ديني ومهني يمنعهم من السماح لضمائرهم بالنوم..