|


أحمد الحامد⁩
جريدة
2020-09-26
أرجو أن تصمد الصحف في وجه التحول الرقمي، وإن اضطرت وتحولت للإصدارات الرقمية، فلا بد أن تصدر أعداداً ورقية وإن كانت قليلة، فمصير بعض القصائد مرتبط ببقاء الإصدارات الورقية، كيف ستعرف الأجيال القادمة ما يعنيه نزار:
أخرج من معطفه الجريدة
وعلبة الثقاب
ودون أن يلاحظ اضطرابي
ودونما اهتمام
تناول السكر من أمامي..
ذوب في الفنجان قطعتين
ذوبني.. ذوب قطعتين
وبعد لحظتين
ودون أن يراني
ويعرف الشوق الذي اعتراني
تناول المعطف من أمامي
وغاب في الزحام
مخلفاً وراءه.. جريدة
وحيدةً
مثلي أنا.. وحيدة!
ربط الشاعر فايق عبد الجليل بعض قصائده بوجود الصحيفة الورقية.. فكيف سيكون تأثير بعض مقاطع قصائده عند الأجيال القادمة إذا ما صارت الصحيفة الورقية من الماضي.
يا بعيدة
المطر أجبرني أكتب لك قصيدة
المطر هذي السنة
سوى السما صفحة جريدة
نشر صمتي
نشر شوقي
نشر أحزاني السعيدة!
كيف سيدرك القارئ الإلكتروني جمال ما يعنيه فايق:
مرت سنيني قصايد في قصايد
كنت أنا الشاري
وأنا البايع
وأنا المقتول في كل الجرايد!
كيف سيكون وقع قصيدة الجريدة لبدر بن عبد المحسن، هل سيشعر القارئ الإلكتروني بما شعرنا ونحن نقرأ قصيدة الجريدة لبدر بن عبد المحسن:
الجريدة
أدري وش سر الجريدة
به أحد.. يقطع وريده..
ينزف أخبارٍ جديدة..
وحنا نقراها الصباح
دنيا مكتوبة ف ورق.. دنيا من دم وعرق
دنيا مجنونة أرق.. وهم
انسرق.. احترق.. المهم
كلها أخبار سعيدة
وحنا نقراها الصباح
لو طبعنا.. صفحة ما فيها خبر
لا حروف.. ولا صور
صفحة يملاها البياض..
صفحة تملانا بياض.. ما يعكرها الحبر
كان ذي الصفحة الوحيدة
اللي أقراها الصباح.. في الجريدة!