|


تركي السهلي
آسيا الهادئة
2020-09-29
كل شيء يبدو مثالياً الآن في بطولة آسيا للأندية أبطال الدوري الدائر رحاها هذه الأيام في الدوحة. الإيقاع هادئ جداً والأمور تسير على ما يرام والفرق تتنافس بنديّة عالية. ذهب الصوت العالي وبقيت العقول المنتهجة التركيز، وليس لأحد علاقة بأي أمر سوى التقدم ونيل بطاقة النهائي عن مجموعة غرب القارّة.
خرجت الفرق القطرية وظلّت الملاعب الجميلة تحتضن الجميع وسط درجات حرارة لا تتجاوز 25 درجة مئوية في صيف الخليج الخارجي اللاهب.
بقي النصر والأهلي السعوديان وواحد منهما سيغادر يوم غد ومعهما أوزبكي أو إيراني، وسيكون في النهائي وجه جديد لمواجهة شرق آسيوي. المعركة فاتنة جداً بلا صخب.. بلا رأس يدخل في رؤوس الآخرين بطريقة مُزعجة. ذهبت المؤامرة واستمرت الحقيقة تُعطي الأطراف كافة حقها في التساوي.
في لقاء الأصفر بالأخضر الالتئام ناصع جداً والبراءة في أوج ظهورها، ومسيرة كُلٍّ منهما لا خدش فيها والاحتضان سيكون سيّد الموقف بعيداً عن شكل ولون النتيجة. وأيّا كان المُغادر بعد مُعترك الأربعاء ستوزّع القُبل ولا طريق للدموع. العظماء حين يلتقون لا يصدّرون العناوين الرديئة. الهزيمة في ميدان الشرف انتصار.
التوقعات متساوية بين السعوديين وهي في هذه الخانة مهما كانت المستويات السابقة وحين تموت فرحة واحد ستتولّد رقصة فرح لآخر. والأمر لا ضير فيه تحت أي ظرف من الظروف. والكمال يأتي أحياناً من نقصان.
صحيح أن هناك لغة تتجهّز لنسج الأحرف الغريبة عن التاريخ، لكنّ ذلك لا يعني الاستماع لها، فأصحاب الحناجر العالية لا يمنحون الأشياء قيمتها في الغالب إلاّ في حال كانت البضاعة غير جيّدة والبائع يبحث عن الثمن عبر الصوت.
لقد وصل النصر إلى مكانته لا إلى الحصيلة، وهذه مسألة شديدة العلوّ لكل نصراوي على هذه الأرض، وطالما أنه أجاد الوصول إلى منطقته فلا خوف أبداً عليه حتى إن وقع في بعض مراحل الطريق، لأن النهوض سيكون سريعًا والعودة حتمية مهما كانت الأسباب. والأهلي مهما كان غير واقف بالكامل يبقى سيداً مُهاباً ولا عنصر بعيدًا أو قريبًا يملك الجرأة عليه.
يوم صعب سيكون يوم اللقاء والرغبات متنافرة بين الطرفين، لكن الاهتداء تم ولا مجال للضياع بعد مشوار كانت خطواته سليمة. ستنتهي ليالي سبتمبر وفي النصف من أكتوبر سيعدو الجميع في مضمار لا غياب أبديًّا فيه للأماني التي ما إن تختفي حتى تظهر جديدة. هكذا كُرة القدم من الموت والميلاد كما تفاصيل الحياة.