|


فهد الروقي
الأهلي الضعيف
2020-10-03
للفرق البطلة ثقافة عنوانها القوة والاستقلالية والرغبة الجامحة في تحقيق البطولات بنهم لا يتوقف، والغضب العارم عند خسارتها.. هذه السمات ليست محصورة أو مقتصرة على عناصر الفريق من إدارة وجهاز فني ولاعبين، بل يشترط وجودها في الجماهير والإعلام المتابع والمهتم.
في الأهلي هذه الخصائص باتت معدومة في الفترة الحالية، فهذه السنة الثالثة على التوالي التي يخرج منها الفريق خالي الوفاض ودون تحقيق بطولة واحدة، بل إن بعضًا من هذه البطولات يخرج مبكرًا والأوضاع تبقى كما هي دون محاسبة، بل مزيد من تأجيج الصراعات الداخلية والبحث عن البطولات الوهمية والمصالح الشخصية.
خرج قبل فترة بسيطة من البطولة القارية التي لم يحققها في تاريخه، وكان من الطبيعي في قاموس الفرق البطلة وناموسها أن تكون لها الأولوية القصوى، لكن ذلك لم يحدث لا على مستوى الحرص والتدعيم قبل البطولة ولا على ردة الفعل بعدها، ومن أخرج الراقي لاعبه الذي دعم به منافسه وخصمه وتم التخلّي عنه بثمن بخس.
ولتوضيح الصورة قارنوا بين موقف إدارة النصر من انتقال عوض خميس للرائد وموقف الأهلي من بيع المدة المتبقية من عقد عبد الفتاح عسيري، فالنصر رغب في استمرار عوض في البطولة القارية وهو احتياطي والأهلي تخلى عن العسيري وهو أساسي، وكانت النتيجة الخروج من البطولة على يد النصر وعبد الفتاح.
الغريب أن حالة الضعف الإدارية امتدت لبعض الإعلام والجماهير وزادوا عليها “تبعية” فيها من الضعف والخنوع الشيء الكثير وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا، ولإظهارها بالصورة الصحيحة تذكروا ردة فعلهم الخروج في النسخة الماضية على يد الهلال وبين خروجهم في هذه النسخة على يد النصر، ولتعرفوا في الحالتين أن الأهلي هو الضحية.
هل يعقل أن تكون خسارة البطولات مرتبطة بهوية المنتصر على فريقهم، فإن كان فريقًا معينًا يغضبون وإن كان آخر يبتهجون وينشرون الفرح في الأرجاء.
على المشجع الأهلاوي الحقيقي أن يعلم أن فريقه ضحية أصحاب صراعات داخلية ونزاعات مصالح ورغبات وإعلام دب الضعف والهوان والتبعية فيه، حتى فقد مصداقيته وفقد معه النادي استقلاليته التي جعلته واحدًا من الكبار في مرحلة ما.
الهاء الرابعة
سمراءُ يا بُنّ الجمال ونفحِهِ
يا قهوةً منها الفتونُ يضوعُ
من قالَ إن الليل ليسَ بفاتنٍ
ذابت على حسن المساء شموعُ