تحدث لـ «الرياضية» مع إطلاق «تحدي العائلات».. وحدد موعد اعتزاله
الشريان: أعشق «راس براس»
يطل داود الشريان، الإعلامي السعودي، ببرنامجه الجديد اليوم “تحدي العائلات” عبر قناة “MBC1”، الذي أعاده إلى الشاشة بعد ابتعاده في الفترة الماضية، وسيظهر الشريان الذي عرف بأسلوبه الخاص في البرامج التلفزيونية الذي يميل إلى “العفوية”، في صورة مختلفة، كونه سيأخذ الطابع الكوميدي وسيخلع الشريان عباءة الجدية.
الإعلامي السعودي الكبير، الذي امتهن الصحافة قبل أكثر من 40 عامًا متنقلاً بين حقولها، يتحدث عشية إطلاق برنامجه إلى “الرياضية” عن أبرز تجاربه المحببة لديه والأفضل فيما بينها، كما يتطرق إلى البرنامج الجديد وسر اقتناعه بالعودة، ورأيه حول البرامج الموجودة في الوقت الراهن.
01
في البداية نرحب بك من خلال صحيفة “الرياضية”.. وسؤالنا، كيف اتخذت قرار المشاركة في برنامج تحدي العائلات؟
مجموعة “MBC” هي الأقدر على إجابة هذا السؤال، ولكنني أجيب عن الشقّ المتعلّق بي، فلقد عُرض عليَّ تقديم البرنامج من قبل “مجموعة MBC”، وجاء ردّي بالموافقة لاقتناعي التام بالبرنامج، وكذلك لكونه سيعرض على شاشة “MBC”.
02
شخصيتك الجادة في البرامج التي قدمتها سابقًا، هل تخشى أن تؤثر في نجاحك في البرنامج ولا يتقبلك الجمهور؟
لا. لا أخشى من هذا الجانب، وفي شخصيتي مساحة هائلة للتعامل مع هذا البرنامج، التحدي هو في قبول الجمهور.
03
وماذا عن طبيعة البرنامج الجديد؟
البرنامج يطرح أسئلة عن تصرفات البشر حيال أمور مختلفة تتعلق بحياتهم. ولهذا كل إنسان، مهما كان تعليمه أو تخصصه قادر على المشاركة في برنامج “تحدي العائلات”، إذ إن الأسئلة المطروحة في البرنامج لا علاقة لها بثقافة الإنسان وتعليمه، ولكنها تعتمد بشكل مباشر على أسلوبه في الحياة وذوقه. الأهم، أن الجمهور هو الذي يضع درجات الإجابات المحتملة، لذا نستطيع القول إن الفوز يعني أن الإجابات كانت قريبة من قناعات وأذواق غالبية الجمهور.
04
من أقنعك بالعودة إلى الشاشة من جديد؟
اقتناعي بجمال البرنامج وبنيته، فضلاً عن وجوده على شاشة MBC، كانا وراء حماستي للبرنامج.
05
طيلة العشرين عامًا الماضية ومنذ انطلاقة ظهورك التلفزيوني قدمت أعمالاً عدة.. “المقال، الثانية، الثامنة والشريان”.. أي الأعمال أقرب إليك؟
أقرب الأعمال لي كان برنامج “الثانية” في الإذاعة.
06
غريبة اختيارك برنامج إذاعي لم يلقَ الصدى القوي كما في بقية البرامج؟
اختياري له كون برنامج “الثانية” في الإذاعة، تعلمت على نحو عملي أن الجمهور هو الركن الأبرز والأهم في عملية الاتصال والتواصل الجماهيري. كما أنني استطعت من خلال “الثانية” أن أختبر نظرية “اكتب عن الناس، يقرؤك الناس”، ووجدت أن هذه النظرية مدهشة النتائج بحقّ.
07
دائمًا ما تجمع بين كرسي الإدارة والشاشة ولكن هذه المرة في برنامجك الجديد تقدمه دون أن تتقلد أي منصب.. فهل كان لها تأثير في عطائك سابقًا؟
نعم، الأعمال الإدارية ترهقني، وبكل أمانة لا أشعر بأن سعادتي مكتملة حين أتولّى منصبًا إداريًّا، بل على العكس، فسعادتي تكتمل، وإنتاجي يزداد كمًّا ونوعًا حين أتفرغ بشكل كامل لصناعة المحتوى. وهذا الأمر بالمناسبة، ينطبق على آخرين من أهل الصحافة والإعلام وصناعة المحتوى.
08
ابتعدت عن مجموعة MBC وترأست هيئة الإذاعة والتلفزيون في السعودية قبل أن تعود من جديد.. لماذا عدت وكيف تقيم تجربتك في العمل الحكومي؟
العودة طبيعية. كنت في MBC، وخرجت في مهمة نَجَحَتْ بوقت قياسي، لكن لم يُكتب لها الاستمرار لتكتمل.. وعدت إلى الشاشة التي عرفني الناس من خلالها.
09
بعضهم يرى أنك تبالغ في طرحك؟
لعلّ طبيعة الموضوعات الاجتماعية التي كنت أطرحها ولّدت عند بعض الكتاب والصحافيين هذا الانطباع، أو لنقل الاستنتاج. ولكن في واقع الأمر، عملي يستند إلى معايير مهنية يعرفها عني الجمهور.. الأمر الذي رفع نسبة مشاهدة “الثامنة” حتى أصبح من أهم البرامج الحوارية وأكثرها مشاهدةً في المنطقة، وذلك بحسب إحصاءات نسب المشاهدة.
10
متى يتوقف داود الشريان عن الإعلام؟
حين أجد أنني لا أملك جديدًا أقدمه للناس.
11
عملت في كافة المهن الإعلامية.. صحافة وإذاعة وتلفزيون.. أيها تفضل؟
الإذاعة، وبلا تردد.
12
لماذا الإذاعة؟
في رأيي وسيلة هائلة التأثير والإمكانات، بغض النظر عن مدى تطور أو ضعف التقنيات المواكبة. بمعنى آخر، الإذاعة تجعلك تلتقي بالناس وتتفاعل معهم دون إبهار بصري أو ألوان أو تقنيات كتلك الموجودة على الشاشة أو غيرها من منصات التواصل الاجتماعي اليوم. بكل بساطة يكون المحاور مع المستمع، كما يُقال بلهجتنا “راس براس”، لذا فإن العمل الإذاعي ممتع بالنسبة لي على نحوٍ لا يوصف.
13
كيف تقيم المستوى العام للبرامج التلفزيونية في الشاشات العربية؟
للأسف فإن المستوى العام لمعظم البرامج الحوارية قد تراجع على نحو مؤسف. وكي لا أعمّم أقول بكل صراحة، في التقييم، أجد بعضها مقبولاً، وبعضها الآخر راسبًا. اللغة الراقية والمهنية ظلّت حاضرةً في إعلامنا لأعوام ولكنها سرعان ما ترحل. في مقابل ذلك، فالإسفاف له تاريخ مشهود في جزء كبير من خطابنا الإعلامي.
14
ما أسباب الإسفاف الذي ذكرته؟
هناك الكثير من الأسباب، لعل أبرزها أن إعلامنا العربي عمومًا نشأ وتربى في أحضان الدعاية السياسية التي شكلت ملامحه بشكلٍ أو بآخر، وجعلته أسيرًا لذلك المنهج حتى يومنا هذا. إعلامنا بمعظمه، ولا أقول بمجمله، لم يترفع على نحوٍ تام عن اللغة البذيئة أو الإسفاف والحط من أقدار الأشخاص إلا خلال مراحل قصيرة، وكأنه مدمن، فما أن يُقلع ويتوب، حتى يجرّه الحنين إلى الإسفاف للعودة إليه مجددًا.
15
هل من الممكن أن تقدم البرنامج الجديد تحدي العائلات بـ”البدلة”؟
لم يخطر على بالي ذلك في يوم من الأيام، لا في هذا البرنامج ولا في غيره.
16
بماذا تود أن نختم حوارنا؟
أرحب وأدعو قراء صحيفة “الرياضية” لتشريفنا في برنامج “تحدي العائلات”.