|


بدر السعيد
التحكيم المحلي تحت المجهر
2020-10-18
انطلق الموسم الجديد بعد فاصل زمني قصير عن سابقه والسبب “كورونا” مرة أخرى.. انطلق الموسم الجديد وهو يحمل معه أخبار عودة الاستعانة بالحكم المحلي الذي فقد فرصته لأعوام بسبب سوء الأداء وكثرة الملاحظات، واتفاق المتنافسين على فشله في نيل ثقتهم..
ولا أظن أن التمييز بين جودة الحكمين المحلي والأجنبي تستدعي الكثير من البحث والتقصي، فالأعوام القليلة الماضية صورت لنا بشكل واضح ذلك الفرق الكبير بين أداء الأجنبي والمحلي، وأعني بذلك الأجانب من فئة النخبة المعروفين لدى المتابع الرياضي مسبقاً، وقبل قدومهم لتحكيم منافساتنا.. حكام النخبة الذين أضافوا لدورينا قيمة مضافة بشخصياتهم وقراراتهم وتجربتهم التي صنعت الفارق الفني الكبير، وإن كان ذلك الفارق لا يمثل أهمية لتلك الفئة التي تهوى وجود الأيادي المرتجفة من قضاة الملاعب..
واليوم ونحن نستقبل بدايات موسمنا الجديد سيكون حكامنا المحليون تحت مجهر النقد والفحص الفني العميق لكل قراراتهم وأسلوب تقديمهم للعمل داخل ميدان المنافسة.. ولن أتعجب مطلقاً حين نبدأ بسماع الاعتراضات أو التأييد لوجود الحكم المحلي منذ انتهاء منافسات الجولة الأولى من دورينا الأقوى عربياً، وذلك بسبب الترقب الذي صاحب إعلان تواجد المحليين لتحكيم مبارياتنا، وهو ما سيجعل ردة الفعل “المعلنة” ذات حضور لافت تجاه كل نجاح أو إخفاق يقدمه الحكم المحلي..
لا أدري إن كان أحد حكامنا أو أعضاء لجنة التحكيم سيطلعون على مقالتي.. ولكن لو كان لي من رسالة أقدمها لهم لكنت سأنصحهم بعدم الالتفات إلى كل ما يثار حولهم “قبل” أداء عملهم، واستبدال ذلك بالتركيز في كيفية تطبيق القوانين “بحذافيرها” تجاه كل حالة أياً كانت ألوان قمصانها، وأياً كانت مجريات مبارياتها ونتائجها ومواقع فرقها.. كما أنصحهم بالاستماع والإنصات لكل نقد تجاههم “بعد” أداء مهامهم في كل مباراة يقودونها..
بقي أن أقول لحكامنا الكرام ولجنتهم الموقرة إن جميع من سبقوكم لم ينجحوا في إرضاء الجميع لأن ذلك ضرب من الخيال والوهم لم ولن يحققه أي إنسان مهما بلغ من قدرات وإمكانات.. فلا تراهنوا أو تبحثوا عن رضا البشر بل اعملوا تجاه إرضاء الخالق عز وجل فهو العالم بكل صغيرة وكبيرة، وهو الكفيل بتوفيقكم ونجاحكم ومحاسبتكم سبحانه.. أحبتي قضاة الملاعب اعلموا أن قراراتكم ليست إجراءً تكميليًّا للمنافسات الرياضية، بل مصير تتحكمون فيه وتملكون كل الصلاحيات تجاهه وأمانة ألقيت على عاتقكم، فأحسنوا التعامل مع هذه الأمانة فكلنا محاسب أمام الله..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..