|


رياض المسلم
مشروع النصر.. والمقاول «المتعثر»
2020-10-24
قبل تنفيذ أي مشروع لا بد من اكتمال عناصره ليضمن نجاحه، وأهمها الفكرة والميزانية والالتزام والمقاول الجيد، وفي حال اختلّ أي مما سبق فإنه سيطلق عليه لاحقًا “مشروع متعثّر”..
مشاريع حكومية عدة دخلت في دائرة “التعثر” وسحبت من مقاولين بعد معاقبتهم، وهم بالطبع سلكوا طريق “الباطن” وكبروا اللقمة لحين غصوا فيها، فملؤوا الشوارع والطرق بالـ”الصبّات” والحفريات، قبل أن تتدخل جهات رقابية لتحدّ من كلمة مشروع متعثر في بلادنا، وباتوا من الماضي.. أتذكر كلمة أحد المختصين في المجال الرقابيّ لي بأن ترسية المشاريع يجب أن تذهب للأكفأ وليس الأقل سعرًا..
في نادي النصر أعلن بشكل غير رسمي أن هناك مشروعًا لتجديد الفريق الأول وترميم صفوفه، ووضع الأهداف لتحقيقها فرسمت الخطوط العريضة أولها كأس آسيا للأبطال وكأس خادم الحرمين الشريفين ودوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، فالطموح “أكل الأخضر والأصفر”..
رصدت ميزاينة قياسية لتنفيذ المشروع وكلف به رجال يعملون عليه.. فوضعت “الصبات” في فترة الانتقالات.. وانطلقت معها التوقيعات.. ولكن ما إن انطلق المشروع الذي حدد له فترة زمنية معيّنة من أجل تسليمه “ذهبا” حتى تبيّن أن “المقاول” المسؤول عن تنفيذه لم يحمل المقدرة على مواكبة التطلعات، فليست لديه الإمكانيات لتحويل ما كتب على الورق إلى أرض الواقع، فكانت المحصلة الخروج من السباق القاري بشكل غريب.. ولحقه تعثر في انطلاق بطولة الدوري فخسر في أول مباراتين، وقد يتعثر المشروع أبعد من ذلك..
كما تزعج الحفريات والصبّات المارة في الشوارع بسبب تخبطات مقاول، فهذا هو حال جمهور النصر والداعمين له ماديًّا، فالحفريات انتقلت إلى عقولهم وتفكيرهم وعطلت طموحاتهم.. والمتسبب المقاولون في الفريق الأول”..
هناك خلل واضح في فريق النصر، ليس فنيًّا فقط بل حتى إداريًّا.. وفي اعتقادي بأن الحل يكمن في مناقشة كل المسؤولين عن تنفيذ المشروع الأصفر ومعرفة سبب الإخفاقات التي ستطول معها مدة الحفريات، ومن ثمّ اتخاذ قرارات تعيد الفريق إلى مساره الصحيح، فهو الفريق الأكثر ترشيحًا لنيل الألقاب هذا الموسم، ومن غير المنطق أن يكون عكس ذلك عطفًا على الدعم المادي الكبير الذي يحظى به..
مشروع النصر لن ينجح في وجود أشخاص داخل النادي إمكانياتهم محدودة، فلا وقت للمجاملة، فمن غير المنطق أن يقود “البنتلي” شخص يسأل عن ناقل الحركة فيها هل هو “عادي أو أوتوماتيك”؟!..
في حال استمر هؤلاء ممن لا يملكون القدرات المتلائمة مع المعطيات، فمن الممكن أن يمنحوا النصر لقب “مشروع متعثر”.. بدلاً من “بطل منتصر”..