|


حكم الكرة الطائرة يؤكد سعيه إلى قيادة نهائي العالم

سنّان: قيادة الدولي هدفي

حوار: أنور قمقوم 2020.10.28 | 12:28 am

دخل السعودي الدكتور هاني سنّان، حكم الكرة الطائرة الدولي، عالم التحكيم في البطولات الدولية للكرة الطائرة، بعد اضطراره إلى التوقف عن اللعب في المنافسات الرياضية إثر إصابةٍ، تعرَّض لها في مفصل الركبة.
وفي حواره مع “الرياضية”، أوضح سنّان، أنه تأثَّر بعمه فريد سنّان، المستشار، كاشفًا عن أنه استطاع خلال أربعة أعوام الوصول إلى محطات جديدة في عالم تحكيم الكرة الطائرة، مشيرًا إلى أنه أصيب بالتوتر بعد صعوده إلى سلم التحكيم في أول مباراة دولية يخوضها، لدرجة أنه تساءل حينها ما الذي أتى بي إلى هنا.
01
بدايةً، مَن هاني سنّان؟
سؤال صعب جدًّا. هاني سنّان بتشديد النون، ابن المملكة العربية السعودية، وأتمنى أن أكون من أبنائها البررة. والدي رجلٌ أعمال عصامي، وأمي امرأة من حفظة كتاب الله. أعشق أم القرى وكل ما ينتمي إليها من عادات ولهجات وتقاليد وتراث، وشعاري في الحياة: أحسن إلى الناس، تستعبد قلوبهم.
02
ما علاقتك بالرياضة عمومًا، والكرة الطائرة بشكل خاص؟
رياضيًّا، تأثَّرت كثيرًا بعمي وصديقي فريد سنّان، المستشار والشخصية الرياضية المكية المعروفة، وفي دراستي الأكاديمية، حصلت على درجة البكالوريوس في التربية البدنية، قبل أن أتحوَّل إلى مجال علم النفس، ومنذ كنت صغيرًا في السن وأنا شغوف ببرامج الرياضة والحركة.
أحبُّ دائمًا تعلم نوع جديد من الرياضة، لذا احترفت كرة القدم مع نادي الوحدة لمدة عامين، وقبلها كنت لاعبًا في فريق الكرة الطائرة لمدة ثلاثة أعوام، وفي الجامعة خضت بطولات الهيئات في كرة اليد، وكرة السلة، وتنس الطاولة، لكنني ابتعدت عن اللعب بعد إصابتي في مفصل الركبة، واكتفيت بالتدريبات، وبعد فترة وجدت فرصة لإرواء ظمئي الرياضي من خلال التحكيم، حيث التحقت بدورة الحكام المستجدين للكرة الطائرة عام 2003، وكان أستاذي فيها العالمي عبد الله الخليفي، الذي حالفني الحظ بأن أتتلمذ على يديه، وأن يضع أول حجر أساس في بنيتي التحكيمية.
03
ما أبرز البطولات التي شاركت فيها.. وتعدُّها علامة فارقة في مشوارك؟
أولًا البطولة العربية للأندية عام 2016 في تونس، وشاركت فيها بوصفي حكمًا مرشحًا دوليًّا، وكانت بمنزلة الاختبار العملي لي، فمن خلالها سيتم اعتمادي حكمًا دوليًّا، أو يتم تأجيل الاعتماد، والحمد لله، استطعت إثبات وجودي، وتمَّ اعتمادي حكمًا دوليًّا. يأتي بعدها من حيث الأهمية البطولة الآسيوية للناشئين عام 2018 في البحرين، فقد كانت مشاركتي الأولى قاريًّا، وفي 2019 تمَّ اختياري من بين أفضل أربعة حكام “توب فور” في ميانمار، وقدت مباراتي نصف النهائي، والنهائي.
04
ماذا يعني لك تصنيفك أحد الحكام القادرين على إدارة مباريات الأولمبياد وبطولات العالم؟
أولًا، أعدُّه منصة شكرٍ، وأشكر كل مَن دعمني حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم في مشواري التحكيمي، بدءًا بالدكتور صالح بن ناصر، رئيس الاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة، ثم الدكتور إبراهيم البابطين، رئيس الاتحاد السعودي للكرة الطائرة، وعبد الله العدوان، عرَّاب الحكام المحليين والدوليين ونحلة اتحاد الطائرة، ورئيس لجنة الحكام، وعضو الاتحاد السعودي للكرة الطائرة، ولجنته الموقرة، الذين يقدمون الدعم المادي والمعنوي لجميع الحكام في كافة المناطق، ولا أنسى زملائي الحكام الذين وقفوا معي بالدعاء والتوجيه،
ثانيًا أعدُّه بداية مرحلة جديدة، وتحدٍّ صعب، وأسأل الله العون والتوفيق لأحقق إنجازًا جديدًا للكرة الطائرة السعودية.
05
هل تحتفظ بموقف تحكيمي لا يزال عالقًا في ذاكرتك؟
نعم. عند صعود سلم التحكيم للمرة الأولى بوصفي حكمًا أوَّل في بطولة دولية، وهي البطولة العربية للأندية في تونس، يومها نظرت إلى الجمهور الذي يملأ الصالة، ورأيتهم وكأنهم جميعًا ينظرون إلي، وفجأةً وكأن توتر الدنيا كله أصابني، فقلت لنفسي حينها: ما الذي جاء بك إلى هنا يا هاني، وما الذي ستفعله؟ لكن، الحمد لله، انتهى ذلك التوتر سريعًا عقب بداية المباراة مباشرةً.
06
كيف ترى الحكم السعودي ووجوده في المحافل الدولية؟
حكامنا أيقونة الاتحاد السعودي للكرة الطائرة، والجواد الرابح الذي يراهن عليه لإبقاء اسمه على طاولة الاتحاد الدولي بشكل دائم.
07
هل هناك برامج لتطوير حكم الكرة الطائرة؟
خلال الأعوام الستة الماضية حدثت نقلة نوعية في أجندة لجنة الحكام وتخطيطها، حيث أطلقت حزمة برامج، مثل دورات الصقل في أكثر من منطقة، وحاضر فيها حسن أحمد، رحمه الله، رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي حينها، ونُظِّمت دورات الحكام الواعدين، التي حاضر فيها سونساك، رئيس لجنة الحكام الآسيوية، كما تمَّ زيادة عدد المحاضرين الدوليين المحليين من أصحاب الكفاءات، إضافة إلى إيجاد حكام دوليين في جميع المناطق السعودية.
08
هل سنرى حكامًا جددًا في اللجان الرئيسة أو الفرعية.. وماذا عن دورات المستجدين؟
هناك حكام جدد، وتغيير مستمر في اللجنة الرئيسة واللجان الفرعية، وهي ليست حكرًا على أشخاص معينين، إذ إنها متاحة للأجدر الذي يقدم المصلحة العامة على الخاصة، أما دورات الحكام المستجدين، فتنظَّم دوريًّا في المناطق السعودية.
09
لماذا تنحصر منافسات بطولات الطائرة بين الهلال والأهلي؟
مع الأسف، يعدُّ الأهلي والهلال الأبطال المتوقَّعين في أي منافسة داخلية، نظرًا للدعم الذي يجده الفريقان، ماديًا وبشريًّا، لكن ظهر في الموسم الماضي فريق الاتحاد، الذي هدَّد الهلال والأهلي في أكثر من مباراة، وأيضًا الوحدة الذي فاز ببطولة النخبة قبل عامين متفوقًا على الهلال، وهذا منبع التفاؤل بظهور أبطال جدد.
10
ما طموحاتك المستقبلية؟
تحكيميًّا، أطمح إلى قيادة أحد نهائيات بطولات العالم، أو الأولمبياد، وتولي رئاسة الاتحاد الدولي، أو الوجود فيه بوصفي عضوًا مؤثرًا. أما عمليًّا، فأطمح إلى مكانٍ، أحقق فيه التأثير الإيجابي في أكبر فئة من المجتمع.
11
في رأيك، متى سيعود الأخضر السعودي إلى المنافسة على البطولات؟
المنتخب السعودي، هو المحصلة النهائية لما تنتجه الأندية. هذه الأندية إذا وجدت الدعم اللازم، والتخطيط الجيد، فسنحظى بتنافس قوي، ولاعبين ذوي مهارات عالية، بالتالي سنحصل على منتخب قوي قادر على المنافسة، قاريًّا ودوليًّا.
12
ما تقييمك لتجربة اللاعب المحترف الأجنبي في ملاعبنا؟
في مجملها، رفعت من مستوى المنافسة نوعًا ما، لكنها سلاح ذو حدين فقد تكون مفيدة لبعض الأندية صاحبة الإمكانات العالية، في حين أن الأجنبي قد يشكِّل عبئًا ماديًّا، أو فنيًّا على الأندية المتوسطة والصغيرة.
13
هل تستفيدون من خبرة الدول المتقدمة في التحكيم؟
بالتأكيد، والدليل على ذلك حراك لجنة الحكام الدائم مع لجنتَي الحكام الآسيوية والدولية، إضافة إلى نقل الخبرات من حكامنا الدوليين بعد المشاركات القارية والدولية عبر الدورات المنعقدة، ومرافقة بعض الحكام المرشحين للشارة الدولية المنتخب السعودي في المعسكرات الخارجية، وقد كنت أحد الذين رافقوا المنتخب الأول في معسكر صربيا عام 2014، وقدت مباريات تجريبية، أكسبتني الخبرة اللازمة والثقة الكبيرة.
14
هل تواجهون صعوبات في مجال التحكيم؟
نعم. التحكيم مجال شاق، وفيه مسؤولية كبيرة، ومحط جدال دائم، لأن قراراته وأحكامه تُسعد طرفًا، وتُغضب آخر، لذا يجب على المنتسبين إليه التحلي بالصبر والهدوء والحكمة عند اتخاذ القرارات، خاصةً في بعض المواقف الحرجة التي قد تكون مصيرية.
15
كلمة أخيرة توجهها إلى زملائك الحكام؟
أوصي نفسي أولًا، ثم زملائي الحكام بالتثقيف والاطلاع على كل ما يخص مجالنا، والحياد، والعدل، والتمتع بشخصية قوية عبر التسلُّح بالمعرفة والمحاكاة والتدريب والثقة في النفس.