|


رياض المسلم
«اللي يعرف الصقر.. يبيعه»
2020-10-31
تقول القصة: “ثلاثة شباب سعوديين اصطادوا شاهينًا في منطقة الحدود الشمالية خلال عشر دقائق، وباعوه في مزاد نادي الصقور السعودي في المقام في ملهم شمال الرياض بـ 151 ألفًا، في وقت لم يستغرق أكثر من 12 دقيقة”.. هنا هنا انتهت القصة، لكنها بدأت للتو في فتح أفق الاستثمار لدى الشباب وهواة الصيد في تحقيق مكاسب مادية بأبسط الطرق.
كما تصدرت قصة الصقر الأغلى كواليس المزاد، فلم يصدق أحد هواة صيدها أن يجني 650 ألف ريال إثر بيعه صقر شاهين فرخ، قادم من حفر الباطن، في صفقة قياسية وصفت بالأعلى تاريخياً لهذا النوع.
فكان العاشق لهذه الهواية ينظر إلى رزقه في السماء فمرّ الصقر على محافظة حفر الباطن أثناء هجرته من مرتفعات آسيا وأوروبا، فاصطاده قبل يوم واحد من عرضه في المزاد، فجنى أرباحًا خيالية.
تحويل الهواية والعشق إلى مصدر رزق أمر رائع، وما زاد من حماس الهواة وطارحي الصقور انطلاق المزاد للمرة الأولى في السعودية فوجدوا مكانًا لبيعها..
ومن الجميل المحافظة على المواريث من خلال إقامة تنظيم لها، فلم يكن للصقور مسبقًا مكان لبيعها بشكل احترافي، لحين أطلق نادي الصقور السعودي المزاد الأول، فلقد كان المزاد بمثابة استثمار المواهب من خلال تحقيق عوائد مادية جيدة وقبل ذلك المحافظة على الموروث..
مثل هذا النوع من المزادات يحدّ من الصيد الجائر ويحافظ على الصقور المهددة بالانقراض ويشجّع على تكاثرها وإنتاجها، فعلميًّا برهنت الدراسات على أن للصقور دوراً جوهرياً في الحفاظ على توازن البيئة من خلال تغذيتها على الطرائد والكائنات الحية، ولو بقيت تلك الكائنات بأعدادها الحالية لقضت على الحبوب وأثرت على الزراعة..
علينا أن نعتز بهذا الموروث التاريخي الذي توليه القيادة الرشيدة اهتمامًا كبيرًا، والشكر لكل القائمين على نادي الصقور على تدشين المزاد الأول من نوعه، فالأرقام التي سجلها إلى الآن وتخطت خمسة ملايين ريال تدلّ على أن عشاق هذه الهواية كانوا يبحثون عن من يحتضن عشقهم، ونقله إلى الأجيال القادمة..
ختامًا، أسهم المزاد إلى الآن في القضاء على ظواهر عدة في الموروث التاريخي، فلقد أسهم في اختفاء السوق السوداء، ونظّم بيع الصقور وشراءها، ووفّر خيارات متنوعة وواسعة للمهتمين باقتنائها إلى جانب فتح الطريق لكل عاشق لهذه الهواية، وجعل هوايته تدرّ عليه أموالاً..
“يقال بإن السماء لا تمطر مالاً، ولكنها تحتضن صقورًا”..