|


إبراهيم بكري
السومة هلالي وخربين أهلاوي
2020-11-01
لاعب كرة القدم تزداد قيمته أو تنقص بحاضره أما الماضي مجرد ذكرى لا قيمة لها في قلوب الجماهير.
الكتب وأوراقها تتعطش لرصد تاريخ مضى أما المستطيل الأخضر وعشبه لا شيء يرويه إلا عرق لاعب مميز يهز شباك خصمه أو يحمي عرينه اليوم وليس أمس.
المشجعون مهما اختلفت ألوانهم وميولهم جميعهم بدون استثناء مصابون بالزهايمر ينسون تاريخ أي لاعب عندما ينخفض مستواه ولا يترددون في المطالبة برحيله مهما كان اسمه وقيمته.
لا شيء كان في الأهلي كعمر السومة سيد قلوب عشاق الراقي، لا أحد غيره سكن كل بيت ينبض فيه روح أهلاوي تعطش لبطولة دوري غابت عقود وحولها العقيد السوري من عقدة إلى فرحة في منصات ذهب.
معالي وزير الفرح الأهلاوي عمر السومة أعوام ومكتبه مفتوح لكل عاشق للراقي من بطولة إلى أخرى وقّع عليها معاليه وختمها بأهدافه في كل شباك الخصوم، لا أحد كان يجرؤ أن يمنع عمر السومة من ممارسة متعته في أن يسجل الأهداف متربعًا على عرش الهدافين للدوري.
وفي الرياض كان الأمر لا يختلف عن جدة، سوري آخر كان في الهلال صانع فرح اسمه عمر خربين جاء للزعيم بشهية مفتوحة مكينة أهداف توجها بأكثر من بطولة، ولا أحد غيره كان أفضل لاعب في قارة آسيا.
لا أحد غير خربين سكن قلوب الهلاليين في غمضة عين وقّع للهلال وفي يده مفتاح أزرق فتح به قلب كل هلالي ليسكنه.
الأيام تتبدل ويتغير فيها الحال من حال، وكأن أيام العسل لم يعد لها موطن في قلوب جماهير الراقي والزعيم، ليس هناك أحد قلبه ما زال متعلقًا بالسومة أو خربين من جماهير الناديين.

لا يبقى إلا أن أقول:
يعيش عمر السومة في ضغوط مع كل مباراة يفشل فيها في إسعاد الأهلاويين، وعمر خربين محطم نفسيًا بعد أن أصبح حبيسًا في دكة البدلاء.
يجب أن يتقبل كل أهلاوي أن السومة لم يعد قادرًا أن يصنع الفرح للأهلاويين، وخربين كذلك لم يعد له مكان في قلوب الجماهير الهلالية، لأنه أصبح عاجزًا عن إثبات ذاته.
أقترح أن يكون هناك صفقة فيها مصلحة للطرفين، أن ينتقل عمر السومة إلى الهلال في مقابل انتقال عمر خربين إلى الأهلي، حتى تعود الحياة لهما من جديد، لا نريد أن نخسرهما بعد أن أصبح الأهلي للسومة مقبرة والهلال لخربين نعش، تدفن فيهما نجومية لاعبين كانا من طراز الكبار، وبسبب الضغوط الجماهيرية انخفض مستواهما ولا علاج إلا الرحيل وبداية تجربة جديدة.