|


رياض المسلم
الاتحاد «الحنون» والحكم «العاق»
2020-11-03
لو دعي شخص لمشاهدة لقطة فيديو، فله الحق أن يعتذر بحجة انشغاله فيبقى أمرًا اختياريًّا، والحال ذاته ينطبق على السينما أو الشاشة الصغيرة، فهي تخضع لعامل الوقت وترتيب الأولويات، ولكن عندما يطلب من الحكم مشاهدة شاشة “الفار” هنا تكون أولوية ولا تدخل في الترفيه، فلا يستطيع قائد المباراة أن يقول عذرًا ليس لديّ وقت لمشاهدة اللقطة..
ما حدث في مباراة النصر والشباب والمدرجة ضمن دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين من أخطاء تحكيمية بقيادة شكري الحنفوش، من الممكن أن تقبل في أعوام ماضية ونتحجج بأنها جزء من اللعبة، ولكن مع ظهور نعمة تقنية حكم الفيديو المساعد يفترض زوال شمسها ولا تشرق، وبالفعل غربت قبل أن تطل من جديد بصافرة شكري..
تقنية “الفار” وضعت لكي لا تخرج “يد مارادونا جديدة” رغم أنها خرجت بشكل عكسي من العزيز النزهان، أو تندلع أزمات سياسية بسبب التحكيم كما حدث بين إنجلترا والأرجنتين وغيرهما، أو يتكرر منظر الشيخ الكويتي الراحل فهد الأحمد عندما نزل إلى الملعب وأصر على إلغاء هدف فرنسي في مونديال إسبانيا 1982م.. ولو سردنا الأخطاء لأضعنا سنوات في ذكرها، لكنها أصبحت ماضيًا ليس من الممتع تذكره، فمنّ يتلذذ بسرد شريط الظلم؟!..
الحكم الحنفوش صنع ذكريات مريرة للنصراويين لن تنسى في زمن “الفار”، إغفاله ركلتة جزاء للنصر واضحة، وكذلك احتسابه هدفًا للشباب في موقع تسلل، دون أن يكلف نفسه التوجه إلى “الفار”، فخطأ واحد مما سبق لو احتسب لغيّر مجرى المباراة..
لست خبيرًا في التحكيم ولكن الأخطاء واضحة لا تحتاج إلا إلى شخص نظره سليم فقط، والكثير من خبراء التحكيم اتفقوا عليها، وحتى شكري الحنفوش يتفق معنا على أخطائه في حال شاهد اللقطات في شاشة جواله، وهنا ما الفائدة من مشاهدته لها..
ما يثير الدهشة هو عدم توجه الحنفوش إلى مشاهدة الأخطاء عبر شاشة “الفار” وقتها سيحسم الجدل، وينفذ بجلده من سياط النقد، لأنه سيتخذ قرارات مختلفة، فمن غير المنطق رغبته في إنهاء المباراة سريعًا كون لديه ارتباط ما وهذا الأمر بعيد عنه.. وهو ليس أفضل حكام المباريات في العالم لكي يتكبّر على مساعدة تقنية..
الاتحاد السعودي لكرة القدم، كان بمثابة الحضن الدافئ للحكام المحليين، فمنحهم الفرصة وقدم كافة الإمكانات المادية والمعنوية ليطور من أدائهم، فخرج لنا مميزون منهم، فلا يلامون على جهدهم، ولكن اللوم يقع على من “يعق”، و”يخفق”، ويخرج بصورة باهتة تشوه أي عمل جميل..
ختامًا:
أتمنى معرفة سبب عدم توجه الخنفوش إلى “الفار”.. من المسؤول؟..