- السعادة تتناسب طرديًّا مع عدم التفكير!. المتنبي تنبّه ونبّه:
“ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ...
وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ”!.
متحسّرًا، قوّس الظاهرة!. الناس حفظت البيت لا لجماله الفنّي، وإنما للإيمان بحقيقة ما يعرض!. تلك الحقيقة التي يراها الجميع تقريبًا دون الوصول لمعرفة أسبابها!.
- ويا للمفارقة: كل من حاول معرفة أسباب السعادة، لم يسعد!. العِلم اليوم يقول عجبًا: كل من يحاول، بجديّة ومثابرة وتأمّل محصّن بالمعرفة، معرفة السعادة: ليس سعيدًا!. ليست معرفة السعادة فقط: كل محاولة جادّة وحقيقيّة للفهم والمعرفة بتأمّلات مَصُونَة من العَبَط والاستسهال والنقل الحرفي قَصًّا ولَصْقًا، أيًّا كانت هذه المعرفة وأيًّا كان موضوع الفهم، فإنه ليس سعيدًا، ولن يسعد!.
- علميًّا، وعلميًّا هنا بمعنى تشريحيًّا، النتيجة مؤسفة: كل محاولة لاستخدام العقل، هي خطوة في الطريق المُعاكِس للسعادة!.
- لن أدخل في شروح مُسمّيات علميّة بعينها، فقط أضع هذا المثّلث أمامكم، وبإمكان من يشاء البحث أكثر: “المنظومة الحوفيّة، والقشرة الدّماغية الحديثة، والجينوم البشري”!.
- على اليوتيوب، أتابع برنامجًا، أعتبر كل حلقة منه كتابًا صغيرًا مهمًّا. اسم البرنامج “رحلة في الذاكرة”. في حلقة من حلقاته، التقى بالبروفسور “سيرغي سافيلييف” رئيس مختبر تطوّر الجهاز العصبي بأكاديمية العلوم الروسيّة. تقريبًا أنقل لكم “حرفيًّا” حديث صاحب كتاب “الاصطفاء الدماغي”:
-علميًّا، يشتغل في الدماغ البشري نظام يحفّز على التكاثر والأكل والكسل، أو على الهيمنة بواسطة الكسل!.
- حين لا يقوم الإنسان بعمل أكثر من التّمدّد على بساط جيّد، وأكل “السندويتش”، ومشاهدة التلفزيون، بينما تجلب الزوجة الحبيبة بين فترة وأخرى القهوة، وربما “الشيشة” أيضًا!. فإن دماغ هذا الإنسان يستهلك تسعة بالمئة فقط من طاقة الجسم!. في هذه الحالة يشعر دماغ الإنسان بمشاعر رائعة!. لكن ما إن تنتهي هذه الحالة البهيجة، ويختفي المال، ويبدأ هذا الإنسان التفكير بالعمل أو بالبحث عن المال، حتى يشتغل الدماغ بكثافة أعلى. في هذه اللحظة فإن الدماغ وحده، وهو الذي لا يزِن في المتوسّط أكثر من كيلو واحد وثلاثمئة جرام فقط، أي واحد على خمسين من وزن الجسم، يستهلك خمسة وعشرين بالمئة من طاقة الجسم كلّه!. الجسم، بما فيه الدماغ، يرى أنها قِسْمَة جائرة، تُكلّف الكثير من الطّاقة!.
- لهذا يمنع جسمنا، بشتّى الطرق، العمل النشيط!. لدرجة أنه ومتى كانت هناك فرصة للسرقة والخداع لتوفير الطاقة، فإن الدماغ ذاته، يحفّز نفسه بنفسه، بإنتاج مادّة شبيهة بالمُخدّرات: “الإندورفين”!.
وكلّما انقاد الإنسان للتقليد، للاتّباع، لعدم التفكير، وللهيمنة بواسطة الكسل، كافأه “الإندورفين” بشعور أكبر بالسعادة!.
- تذكرون بيت المتنبي أوّل المقالة؟! كان ذلك من قصيدة طويلة، تضمّنت أيضًا، وفي أحد أعجب أبياتها، كشفًا راعبًا عن حقيقة الإنسان الأقرب، فعلًا، إلى السرقة والتحايل والظّلم عمومًا منه إلى العدل والاستقامة، بل إلى أن العِفّة بحاجة إلى أسباب وعِلَل خارجيّة، كالقانون مثلًا، ليتّصف بها الإنسان:
“الظُلمُ مِن شِيَمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد...
ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلِمُ”!.
- نرجع لالتقاطة مذهلة أخيرة لـ “سيرغي سافيلييف” الذي يُسمّي “الآي باد”، والأجهزة الشبيهة، بالمُصَلّى الجديد!، معتبرًا ذلك دينًا جديدًا من الواضح أن البشر يؤدّون فرائضه بتعصّب!. متهكمًا يقول: قبل افتتاح “معبد” جديد، لن تجد أمامك حشدًا كبيرًا من الناس، أمّا حين يُطرح في الأسواق “آي باد” جديد، فإنهم يبقون في الخيام ثلاثة أيام من أجل شراء لعبة التسلية،.. هذا دِين أيضًا!.
- يا لعظمة المتنبّي!. الآن فقط أنتبه لسرّ المطلع الرّهيب في قصيدته:
“لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ...
عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ”!.
كلّ هذا يا رجل بنظرةٍ عارضة؟!.
“ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ...
وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ”!.
متحسّرًا، قوّس الظاهرة!. الناس حفظت البيت لا لجماله الفنّي، وإنما للإيمان بحقيقة ما يعرض!. تلك الحقيقة التي يراها الجميع تقريبًا دون الوصول لمعرفة أسبابها!.
- ويا للمفارقة: كل من حاول معرفة أسباب السعادة، لم يسعد!. العِلم اليوم يقول عجبًا: كل من يحاول، بجديّة ومثابرة وتأمّل محصّن بالمعرفة، معرفة السعادة: ليس سعيدًا!. ليست معرفة السعادة فقط: كل محاولة جادّة وحقيقيّة للفهم والمعرفة بتأمّلات مَصُونَة من العَبَط والاستسهال والنقل الحرفي قَصًّا ولَصْقًا، أيًّا كانت هذه المعرفة وأيًّا كان موضوع الفهم، فإنه ليس سعيدًا، ولن يسعد!.
- علميًّا، وعلميًّا هنا بمعنى تشريحيًّا، النتيجة مؤسفة: كل محاولة لاستخدام العقل، هي خطوة في الطريق المُعاكِس للسعادة!.
- لن أدخل في شروح مُسمّيات علميّة بعينها، فقط أضع هذا المثّلث أمامكم، وبإمكان من يشاء البحث أكثر: “المنظومة الحوفيّة، والقشرة الدّماغية الحديثة، والجينوم البشري”!.
- على اليوتيوب، أتابع برنامجًا، أعتبر كل حلقة منه كتابًا صغيرًا مهمًّا. اسم البرنامج “رحلة في الذاكرة”. في حلقة من حلقاته، التقى بالبروفسور “سيرغي سافيلييف” رئيس مختبر تطوّر الجهاز العصبي بأكاديمية العلوم الروسيّة. تقريبًا أنقل لكم “حرفيًّا” حديث صاحب كتاب “الاصطفاء الدماغي”:
-علميًّا، يشتغل في الدماغ البشري نظام يحفّز على التكاثر والأكل والكسل، أو على الهيمنة بواسطة الكسل!.
- حين لا يقوم الإنسان بعمل أكثر من التّمدّد على بساط جيّد، وأكل “السندويتش”، ومشاهدة التلفزيون، بينما تجلب الزوجة الحبيبة بين فترة وأخرى القهوة، وربما “الشيشة” أيضًا!. فإن دماغ هذا الإنسان يستهلك تسعة بالمئة فقط من طاقة الجسم!. في هذه الحالة يشعر دماغ الإنسان بمشاعر رائعة!. لكن ما إن تنتهي هذه الحالة البهيجة، ويختفي المال، ويبدأ هذا الإنسان التفكير بالعمل أو بالبحث عن المال، حتى يشتغل الدماغ بكثافة أعلى. في هذه اللحظة فإن الدماغ وحده، وهو الذي لا يزِن في المتوسّط أكثر من كيلو واحد وثلاثمئة جرام فقط، أي واحد على خمسين من وزن الجسم، يستهلك خمسة وعشرين بالمئة من طاقة الجسم كلّه!. الجسم، بما فيه الدماغ، يرى أنها قِسْمَة جائرة، تُكلّف الكثير من الطّاقة!.
- لهذا يمنع جسمنا، بشتّى الطرق، العمل النشيط!. لدرجة أنه ومتى كانت هناك فرصة للسرقة والخداع لتوفير الطاقة، فإن الدماغ ذاته، يحفّز نفسه بنفسه، بإنتاج مادّة شبيهة بالمُخدّرات: “الإندورفين”!.
وكلّما انقاد الإنسان للتقليد، للاتّباع، لعدم التفكير، وللهيمنة بواسطة الكسل، كافأه “الإندورفين” بشعور أكبر بالسعادة!.
- تذكرون بيت المتنبي أوّل المقالة؟! كان ذلك من قصيدة طويلة، تضمّنت أيضًا، وفي أحد أعجب أبياتها، كشفًا راعبًا عن حقيقة الإنسان الأقرب، فعلًا، إلى السرقة والتحايل والظّلم عمومًا منه إلى العدل والاستقامة، بل إلى أن العِفّة بحاجة إلى أسباب وعِلَل خارجيّة، كالقانون مثلًا، ليتّصف بها الإنسان:
“الظُلمُ مِن شِيَمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد...
ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلِمُ”!.
- نرجع لالتقاطة مذهلة أخيرة لـ “سيرغي سافيلييف” الذي يُسمّي “الآي باد”، والأجهزة الشبيهة، بالمُصَلّى الجديد!، معتبرًا ذلك دينًا جديدًا من الواضح أن البشر يؤدّون فرائضه بتعصّب!. متهكمًا يقول: قبل افتتاح “معبد” جديد، لن تجد أمامك حشدًا كبيرًا من الناس، أمّا حين يُطرح في الأسواق “آي باد” جديد، فإنهم يبقون في الخيام ثلاثة أيام من أجل شراء لعبة التسلية،.. هذا دِين أيضًا!.
- يا لعظمة المتنبّي!. الآن فقط أنتبه لسرّ المطلع الرّهيب في قصيدته:
“لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ...
عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ”!.
كلّ هذا يا رجل بنظرةٍ عارضة؟!.