في أحاديث العشاق يختلف استخدام بعض الكلمات والأسماء وتختصر المعاني وتتبدل، لأن حالتهم الروحية تستحدث لهجة خاصة لا يعرفها سواهم، “إنت عمري” قد تصبح عمرو، وأنا قادم قد تلفظ سحابة، ونعم تتحول إلى قلبي.
أما الأسماء فلا تلفظ كما هي نهائياً، ويبتكر كل عاشق أو عاشقة لفظاً خاصاً ينادي به حبيبه أو حبيبته، الزوج والزوجة اللذان يعيشان حالة حب لا يناديان بعضهما بأسمائهما الحقيقية طوال حالة الود والانسجام إلا نادراً، عبدالله حتى إن كان في الخمسين من عمره يصبح عبودي.. أو عبادي.. فهد.. فهودي أو اسماً مبتكراً بعيداً عن حروف اسمه، أحمد قد يصبح حمودي أو حمادة..، نورة.. نونو أو نوّارة، هدى هدهد أو هدّاوة أو أي ابتكار آخر، الأسماء لا تلفظ كما هي إلا في حالة الخصام أو للإعلان عن زعل أو للكشف عن حالة مزاج معتلة، لذلك يعرف كل محب عن حالة حبيبه ورضاه من خلال لفظه لاسمه، المتزوجون مثلاً إذا ما خاطبتهم زوجاتهم بأسمائهم الحقيقية يعني أن هناك أمراً ما على الأغلب، لكن كل ذلك من تدليع وابتكارات للأسماء يبقى بين طرفين لا يعرف عنهما الناس شيئاً، لهجة خاصة بين اثنين صنعتها المشاعر، عندما كنت مراهقاً وأظن أني كنت في السابعة عشرة من عمري كنت مع والدي في ضيافة رجل وقور، كان في أواخر الستين من عمره، يعيش مع زوجته التي تزوجها قبل عدة أشهر، كان قد دعا أصدقاءه على وجبة غداء، ولأنه رجل كبير فقد كان يصعب عليه أن يحمل الصحن الكبير المليء بالأرز واللحم، لذلك طلب مني أن أرافقه إلى المطبخ لأحمل الصحن بدلاً عنه، حملت الصحن الذي كان ثقيلاً جداً، لكنني تماسكت ووزنت خطواتي وعضضت على شفتي طلباً للقوة والصبر.. وبينما أنا أخطو الخطوات من المطبخ إلى “الديوانية”، سمعت صوت الزوجة تنادي زوجها الوقور قائلة: “عبدبد.. عبدبد.. لا تنسَ صحن المرق”.. حاولت أن أكمل خطواتي لكنني انفجرت ضحكاً صامتاً ووضعت الصحن على الأرض وأنا أكاد أختنق من الضحك.. لم أكن أتخيل يوماً أن يكون لهذا الرجل الوقور والمهيب اسم دلع.. ويكون عبدبد، وبينما كان عبدبد يحمل صحن المرق حملت أنا الصحن الكبير ثانية وأنا أعض على شفتيّ محاولاً إيلامهما قدر الإمكان لكي أتوقف عن الضحك، ونجحت في ذلك بعد صعوبة بالغة صاحبتها تقطعات في التنفس، لا أدري إن كان الرجل قد علم بأنني سمعت اسم دلعه، لكنه كلما زارنا في البيت كان ينظر نحوي ويبتسم، رحمه الله.
أما الأسماء فلا تلفظ كما هي نهائياً، ويبتكر كل عاشق أو عاشقة لفظاً خاصاً ينادي به حبيبه أو حبيبته، الزوج والزوجة اللذان يعيشان حالة حب لا يناديان بعضهما بأسمائهما الحقيقية طوال حالة الود والانسجام إلا نادراً، عبدالله حتى إن كان في الخمسين من عمره يصبح عبودي.. أو عبادي.. فهد.. فهودي أو اسماً مبتكراً بعيداً عن حروف اسمه، أحمد قد يصبح حمودي أو حمادة..، نورة.. نونو أو نوّارة، هدى هدهد أو هدّاوة أو أي ابتكار آخر، الأسماء لا تلفظ كما هي إلا في حالة الخصام أو للإعلان عن زعل أو للكشف عن حالة مزاج معتلة، لذلك يعرف كل محب عن حالة حبيبه ورضاه من خلال لفظه لاسمه، المتزوجون مثلاً إذا ما خاطبتهم زوجاتهم بأسمائهم الحقيقية يعني أن هناك أمراً ما على الأغلب، لكن كل ذلك من تدليع وابتكارات للأسماء يبقى بين طرفين لا يعرف عنهما الناس شيئاً، لهجة خاصة بين اثنين صنعتها المشاعر، عندما كنت مراهقاً وأظن أني كنت في السابعة عشرة من عمري كنت مع والدي في ضيافة رجل وقور، كان في أواخر الستين من عمره، يعيش مع زوجته التي تزوجها قبل عدة أشهر، كان قد دعا أصدقاءه على وجبة غداء، ولأنه رجل كبير فقد كان يصعب عليه أن يحمل الصحن الكبير المليء بالأرز واللحم، لذلك طلب مني أن أرافقه إلى المطبخ لأحمل الصحن بدلاً عنه، حملت الصحن الذي كان ثقيلاً جداً، لكنني تماسكت ووزنت خطواتي وعضضت على شفتي طلباً للقوة والصبر.. وبينما أنا أخطو الخطوات من المطبخ إلى “الديوانية”، سمعت صوت الزوجة تنادي زوجها الوقور قائلة: “عبدبد.. عبدبد.. لا تنسَ صحن المرق”.. حاولت أن أكمل خطواتي لكنني انفجرت ضحكاً صامتاً ووضعت الصحن على الأرض وأنا أكاد أختنق من الضحك.. لم أكن أتخيل يوماً أن يكون لهذا الرجل الوقور والمهيب اسم دلع.. ويكون عبدبد، وبينما كان عبدبد يحمل صحن المرق حملت أنا الصحن الكبير ثانية وأنا أعض على شفتيّ محاولاً إيلامهما قدر الإمكان لكي أتوقف عن الضحك، ونجحت في ذلك بعد صعوبة بالغة صاحبتها تقطعات في التنفس، لا أدري إن كان الرجل قد علم بأنني سمعت اسم دلعه، لكنه كلما زارنا في البيت كان ينظر نحوي ويبتسم، رحمه الله.