|


تركي السهلي
جائزة الموهوب
2020-11-22
في العام 2011م مُنح لاعب ألماني صغير تحت 21 عاماً جائزة موهوب أوروبا، لاحقاً حقق ماريو جوتزه لألمانيا كأس العالم 2014م في البرازيل بهدفه في مرمى الأرجنتين. اليوم العالم كلّه يتحدث عن القطعة النرويجية الخارجة من بلد الجليد إيرلينج هالاند مهاجم بروسيا دورتموند الألماني، الذي أعطته هذا العام صحيفة “توتو سبورت” الإيطالية أفضل لاعب “واعد” في القارّة العجوز. وبالمناسبة، ثلاثة من أربعة تنافسوا على الفوز بتقييم خبراء اللعبة يلعبون في أندية ألمانية.
ولمعرفة قصص ظهور صغار يلعبون كُرة قدم بإمكانيات عالية، علينا أن نقرأ كيف تتم صناعتهم وصقلهم ومتابعة الأعين الفاحصة لهم.. الصغير ذو الموهبة يحتاج إلى تدريب شاق ومستمر لا شك، لكنّه أيضاً بحاجة لأعين تترقبّه بتجرّد تام وتقدّمه للمتابع على نحو مختلف.
حينما نقلّب صفحات فتيان أصبحوا نجومًا في مسيرتهم مع اللعبة الشعبية الأولى، نجد أن للأمّهات والآباء دورًا كبيرًا في مسيرتهم، ثم المُكتشف الذي يحدث أن يكون صحافياً أو مُدرّباً مثل الفرنسي كيليان مبابي الذي ظفر بالمونديال مع منتخب الديوك من موسكو العام قبل الماضي، وهو المولود في 20 ديسمبر 1998م.
لقد تحدثنا كثيراً في السعودية عن “الأكاديميات” التي تنمّي قدرات الصغير، لكنّنا لم نتحدّث عن كيفية التقاطه من بين السيقان الراكضة الكثيرة ولا عن إخراجه من محيطه الضيّق وتقديمه في ساحة العرض. “جوتزه” مثلاً حاز مع بروسيا دورتموند بطولات محليّة ولعب نهائي أندية أوروبا للأبطال قبل أن يهدي للمكائن الحلم، فأخذه بايرن ميونيخ إلى صفوفه بثاني أعلى صفقة مالية في تاريخ “البوندسليجا”، وفي حال “مبابي” لا يستطيع أي ناد في العالم أن يغطي تكاليفه الآن كما يفعل باريس سان جيرمان. المعادلة واضحة مع المواهب، الالتقاط من عالم النشأة ثم الصقل فالتقييم ثم التقدير اللازم.
نحن عندما نحتفي بنجم مُقبل مثل خالد الغنّام لاعب النصر يأتي من يقول: لا تقتلوا موهبته بالمدح الزائدّ! هُم لا يعلمون أن الاحتفاء والمراقبة الدائمة جزء أساس في تكوين شخصية اللاعب البادئ في الظهور. أمر آخر علينا المُطالبة به على نحو متكرر وترسيخه في الأذهان، وهو أن العمر المناسب للانضمام للمنتخب الأوّل يكون في العشرين، فلا داعي لمن يكرر: لا تحرقوا الموهبة بسرعة اللعب الدولي. إننا بحاجة لإعادة تدوين معايير فحص الصغار وتقديمهم للعالم بطريقة العالم نفسه لا بطريقة موظف الفئات السنيّة.