- كم أُحبّ أولئك الذين لا يكتبون من أجلي، ولا يرسمون من أجلي، ولا يُغنّون من أجلي، أولئك الذين يكتبون ويرسمون ويغنون من أجل أنفسهم، غايتهم أن يستمتعوا وأن يبوحوا، لمجرد البوح والاستمتاع!. هؤلاء فقط هم من أقدر على تأمّل أعمالهم بسعادة وخِفّة. كل ما عداهم، يُضجرني، ويُثقل عليّ بما لا أطيق!.
- نعم، أريد من النّجّار أن يصنع لي طاولةً حسب شروطي، أو بابًا بالمواصفات التي أطلب، كما أريد من الخيّاط أن يُفصّل لي ثوبًا على مقاسي، وبالهيئة التي تُريحني أو تُجمّلني، وهكذا في كل عمل غير فنّي، أمّا في الفنّ، فأنا أريد الآخَر كما يشتهي ومثلما يحلو له تقديم نفسه، أريد الآخر لألتقي بي!. الفنّان ليس مرآةً لي وإنما لنفسه، لـ”الجُوّاني” فيه ومنه، وهو ليس تاجرًا ولا بائعًا من أي نوع، وأنا لستُ زبونًا، أنا القارئ المُتلقّي فنّان آخر، ولديّ من موهبة التّلقّي ما يُمكّنني من الوصول إلى مراياي الدّاخليّة، والالتقاء بي!.
- كل ما أريده من الفنّان، مساعدة نفسه وإسعادها، والباقي على الله ثمّ عليّ، سأصل، وإلا فإنني مخدوع ولا أمتلك موهبة التّلقّي!.
- الفنّان مُلهِم، وليس مُعلِّمًا!. وحتى لو كان، كلّ من علّمني حرفًا لأصبح له عبدًا: يضرب وجهه في أقرب جدار وفي كل جدار!.
- أنا أتعلّم لأنني حرّ، ولأنني أريد أن أكون أكثر حريّةً من أي لحظة سبقت تعلّم ذلك الحرف أو تلك الحرفة!. من علّمني حرفًا صرتُ به حرًّا، هذا هو مُعلّمي الذي أشكره بامتنان وأحبّه بعمق، مع الاحتفاظ لنفسي بحريّتها كاملةً في اختيار شكل وصياغة ذلك الشكر وتلك المحبّة!.
- وأعود فأقول: الفنّان ليس معلّمًا، وكلّ من حاول إعطائي هذه الصفة لنفسه، تركته وشأنه، ولم أعتبره فنّانًا أبدًا!.
- الفنّان تلميذ كل شيء، الشجر والحجر والأثر والبشر، وهو فوق البيعة تلميذ غير نجيب!، مُشاكس، يخطئ، يلخبط، ويقلب الأمور، ويفهمها بطريقته وعلى هواه!. لكن ولأنه فنّان فإنه يفعل كل ذلك بجمال أخّاذ، مانحًا كل شيء دفْقًا جديدًا ومعنىً لم يسبق لهذا الشيء أن اتّخذه مسكنًا من قبل!.
- أُقَلِّب الأمر على وجوه أُخرى: من يظن أنه يكتبني أو يعبّر عني أو يتكفّل بالنيابة عمّا يظنّه إحساسي، مغرور، وكل مغرور أحمق!. لكن من يحاول كتابة نفسه وملاحقة شكوكه والتعبير عن ذاته وتقديم أحاسيسه، فإن هذه كلها إشارات إلى أنه فنّان حقيقي، أو على الأقل يعرف ما هو الفن، وهو ليس مغرورًا، مهما بدا عليه ذلك، ومهما تطاولت عليه أقلام صحفية باهتة باتّهامات باطلة!.
- المبدع الحقيقي، يتملّك موضوعه. بواسطة الصّور والكلمات والإيقاع وكل أدواته يفعل ذلك. غايته “تملّك” موضوعه. وهو حين يضعني،كقارئ ومتلقٍّ، في حسبانه، فقد صرتُ ضمن موضوعه، وصار “تملّكه” لي ضمن غاياته!. بذلك لا يعود مبدعًا ولا فنّانًا أصلًا، بل تاجر، أو شيء من هذا القبيل!. على الأقل يريد ثمنًا لما قدّم، ثناءً وحمدًا وإشادة وتصفيقًا!. يرى أنّ ذلك من حقّه بالضرورة، فقد بذل كل ما في وسعه لإرضائي!.
- مثل هذا، كيف فكّر أصلًا بإمكانيّة إرضاء قارئ حرّ؟!. كان عليه هو أن يكون حرًّا لتبدأ إمكانيّة أي شيء بالتّحرّك!. لكنه منذ البدء كان “مُستعبَدًا” لرغبات متلقّي عمله!. ليبحث إذن عن قارئ “مُستَعْبَد” أو قابل للاستعباد مثله!.
- “قفلة”:
للمتنبّي:
هكذا هكذا وإلا فلا لا...
ليسَ كُلُّ الرِّجالِ تُدعى رِجالا!.
- نعم، أريد من النّجّار أن يصنع لي طاولةً حسب شروطي، أو بابًا بالمواصفات التي أطلب، كما أريد من الخيّاط أن يُفصّل لي ثوبًا على مقاسي، وبالهيئة التي تُريحني أو تُجمّلني، وهكذا في كل عمل غير فنّي، أمّا في الفنّ، فأنا أريد الآخَر كما يشتهي ومثلما يحلو له تقديم نفسه، أريد الآخر لألتقي بي!. الفنّان ليس مرآةً لي وإنما لنفسه، لـ”الجُوّاني” فيه ومنه، وهو ليس تاجرًا ولا بائعًا من أي نوع، وأنا لستُ زبونًا، أنا القارئ المُتلقّي فنّان آخر، ولديّ من موهبة التّلقّي ما يُمكّنني من الوصول إلى مراياي الدّاخليّة، والالتقاء بي!.
- كل ما أريده من الفنّان، مساعدة نفسه وإسعادها، والباقي على الله ثمّ عليّ، سأصل، وإلا فإنني مخدوع ولا أمتلك موهبة التّلقّي!.
- الفنّان مُلهِم، وليس مُعلِّمًا!. وحتى لو كان، كلّ من علّمني حرفًا لأصبح له عبدًا: يضرب وجهه في أقرب جدار وفي كل جدار!.
- أنا أتعلّم لأنني حرّ، ولأنني أريد أن أكون أكثر حريّةً من أي لحظة سبقت تعلّم ذلك الحرف أو تلك الحرفة!. من علّمني حرفًا صرتُ به حرًّا، هذا هو مُعلّمي الذي أشكره بامتنان وأحبّه بعمق، مع الاحتفاظ لنفسي بحريّتها كاملةً في اختيار شكل وصياغة ذلك الشكر وتلك المحبّة!.
- وأعود فأقول: الفنّان ليس معلّمًا، وكلّ من حاول إعطائي هذه الصفة لنفسه، تركته وشأنه، ولم أعتبره فنّانًا أبدًا!.
- الفنّان تلميذ كل شيء، الشجر والحجر والأثر والبشر، وهو فوق البيعة تلميذ غير نجيب!، مُشاكس، يخطئ، يلخبط، ويقلب الأمور، ويفهمها بطريقته وعلى هواه!. لكن ولأنه فنّان فإنه يفعل كل ذلك بجمال أخّاذ، مانحًا كل شيء دفْقًا جديدًا ومعنىً لم يسبق لهذا الشيء أن اتّخذه مسكنًا من قبل!.
- أُقَلِّب الأمر على وجوه أُخرى: من يظن أنه يكتبني أو يعبّر عني أو يتكفّل بالنيابة عمّا يظنّه إحساسي، مغرور، وكل مغرور أحمق!. لكن من يحاول كتابة نفسه وملاحقة شكوكه والتعبير عن ذاته وتقديم أحاسيسه، فإن هذه كلها إشارات إلى أنه فنّان حقيقي، أو على الأقل يعرف ما هو الفن، وهو ليس مغرورًا، مهما بدا عليه ذلك، ومهما تطاولت عليه أقلام صحفية باهتة باتّهامات باطلة!.
- المبدع الحقيقي، يتملّك موضوعه. بواسطة الصّور والكلمات والإيقاع وكل أدواته يفعل ذلك. غايته “تملّك” موضوعه. وهو حين يضعني،كقارئ ومتلقٍّ، في حسبانه، فقد صرتُ ضمن موضوعه، وصار “تملّكه” لي ضمن غاياته!. بذلك لا يعود مبدعًا ولا فنّانًا أصلًا، بل تاجر، أو شيء من هذا القبيل!. على الأقل يريد ثمنًا لما قدّم، ثناءً وحمدًا وإشادة وتصفيقًا!. يرى أنّ ذلك من حقّه بالضرورة، فقد بذل كل ما في وسعه لإرضائي!.
- مثل هذا، كيف فكّر أصلًا بإمكانيّة إرضاء قارئ حرّ؟!. كان عليه هو أن يكون حرًّا لتبدأ إمكانيّة أي شيء بالتّحرّك!. لكنه منذ البدء كان “مُستعبَدًا” لرغبات متلقّي عمله!. ليبحث إذن عن قارئ “مُستَعْبَد” أو قابل للاستعباد مثله!.
- “قفلة”:
للمتنبّي:
هكذا هكذا وإلا فلا لا...
ليسَ كُلُّ الرِّجالِ تُدعى رِجالا!.