ـ لمن أراد الشعر، كانت من وصايا العرب، أن يحفظ المرء ألف بيت من الشعر على الأقل، ثم لا يبدأ قول الشعر إلّا بعد نسيانها كاملة!. ميثاق عبقري!.
- ومن عبقريّة الميثاق فيما أرى: إغلال الترقيم، وإهمال الترغيم!.
حُدِّد الرّقم تقريبًا، وحُيِّد الذوق تغريبًا!.
الألف بيت مسألة عدد، أمّا ما هي هذه الأبيات فمسألة مَدَد!.
- المطلوب حفظ الكثير من الأبيات، ويُترك لك اختيار ما يطيب لك حفظه. الفطنة هنا: لحفظ ألف بيت، يلزم قراءة ألف قصيدة وأكثر!. بذلك يكون مُرِيد الشاعر، مُهتويه وموهوبِه، قد مرّ على عشرات الآلاف من التراكيب متعدّدة البحور والأوزان والإيقاعات، على آلاف مؤلّفة من الأحاسيس والمشاعر والأفكار وقد صِيغت بتفاعلات متنوّعة وبأوضاع مختلفة وبأزمنة متعدّدة وأماكن مُتفرِّقة، ممّا يشكّل لديه كنزًا عظيم الثّراء، زادًا ولآلئًا، وأشياء أُخَر!.
- وهو بحفظه لعدد كبير من الأبيات، يُنمّي ذوقه، ويُعيد تشكيله وصياغته، بحسب عاطفته وفطنته!. وبنسيانه لها، فإنه لا ينسى إلا التّقليد!.
بنسيانه لها يُذيب بعضها في بعض، لتكتسب عبر تفاعلاتها الخاصة في عالم النّسيان “الوهمي!” هذا، تحرّرها من قيود صياغاتها الأولى، وتحظى بانطلاقات وانبثاقات جديدة، لم تكن موجودة قبل تفاعلات النسيان الكيميائيّة!.
- قبل أيام، نشرت جريدة “الشرق الأوسط” خبرًا، يخص الشعر، ويقوم على ذات الفكرة، لكن دون الحاجة لإنسان!.
- في الخبر: طوّرت شركة “جوجل” منظومة جديدة للذّكاء الصّناعي، يمكّنها مساعدة من يريد في تأليف الأبيات الشّعريّة!.
غذّت “جوجل” برنامجها الذي أسمته “بيت بعد بيت” بعشرات الآلاف من الأشعار التي نظمها أعظم الشعراء، حتى صار بمقدور “منظومتها” هذه تأليف الأبيات الشعريّة، عن طريق هذه الكلمات والتعابير، مع اقتراحات “كمبيوتريّة” للأوزان والقوافي!. وهديّة فوق البيعة: ضمان مجّاني لمراعاة قواعد النّحو والإملاء!.
- هل تنجح التجربة؟! الجواب يتعلّق برؤية واعتقاد كل واحدٍ منّا للشعر، وللفنّ عمومًا: ما هو، وما هي طبيعته!. طبيعته وليست وظيفته!.
- شخصيًّا، أرى أنّ الشعر، والفنّ عمومًا، قائم على الخطأ وليس على الصّواب!.
- وأنه أقام القواعد والموازين والشروط “الخارجيّة” المُلزِمَة بالصّواب، وبالـ”صّحّ”، وبالاستقامة المُتّفق عليها، فقط ليُمرِّر من خلالها الخطأ الذي يقلب الدّنيا ويعيد صياغتها أو يعيد التفكير في صياغاتها على النحو الذي كانت عليه قبل العمل الفنّي نفسه!.
- النبوغ الفنّي قائم على هذا النّداء: أنا لا أقلب الأوضاع والأمور، أنا هنا لأن الأوضاع والأمور كانت مقلوبة أصلًا، وبوجودي، صار بإمكان من يريد، رؤية الأمور بشكل آخر، ومن زاوية جديدة تمامًا!.
- بلغة “كمبيوتريّة” أقول: الفنّ قائم، أصلًا، على “تهكير” البرمجة!، أيًّا كانت، ومهما كانت قوّة تحصيناتها!.
الفنّ ضدّ “الحماية”!.
وهو بهذه الضّدّيّة فقط يحمي نفسه!.
- قواعد الفنّ: ميثاق، أمّا الفنّ نفسه فـانبثاق!.
- من الآخِر: لا ينفع “جوجل” ولا غيرها، حفظ ودمج، الأشعار، ولا النجاح بإيجاد صيغة ما لتفاعلات الكلمات والأوزان مع بعضها البعض.
صحيح أن هذه من الوصايا عظيمة الفِطنة، وأنها من دروب الفنّ موثوقة الفوائد والمنافع، لكن “جوجل” تغافلت عن الوصيّة الأخيرة: النسيان!.
لا فنّ مع ذاكرة صلبة!.
- ومن عبقريّة الميثاق فيما أرى: إغلال الترقيم، وإهمال الترغيم!.
حُدِّد الرّقم تقريبًا، وحُيِّد الذوق تغريبًا!.
الألف بيت مسألة عدد، أمّا ما هي هذه الأبيات فمسألة مَدَد!.
- المطلوب حفظ الكثير من الأبيات، ويُترك لك اختيار ما يطيب لك حفظه. الفطنة هنا: لحفظ ألف بيت، يلزم قراءة ألف قصيدة وأكثر!. بذلك يكون مُرِيد الشاعر، مُهتويه وموهوبِه، قد مرّ على عشرات الآلاف من التراكيب متعدّدة البحور والأوزان والإيقاعات، على آلاف مؤلّفة من الأحاسيس والمشاعر والأفكار وقد صِيغت بتفاعلات متنوّعة وبأوضاع مختلفة وبأزمنة متعدّدة وأماكن مُتفرِّقة، ممّا يشكّل لديه كنزًا عظيم الثّراء، زادًا ولآلئًا، وأشياء أُخَر!.
- وهو بحفظه لعدد كبير من الأبيات، يُنمّي ذوقه، ويُعيد تشكيله وصياغته، بحسب عاطفته وفطنته!. وبنسيانه لها، فإنه لا ينسى إلا التّقليد!.
بنسيانه لها يُذيب بعضها في بعض، لتكتسب عبر تفاعلاتها الخاصة في عالم النّسيان “الوهمي!” هذا، تحرّرها من قيود صياغاتها الأولى، وتحظى بانطلاقات وانبثاقات جديدة، لم تكن موجودة قبل تفاعلات النسيان الكيميائيّة!.
- قبل أيام، نشرت جريدة “الشرق الأوسط” خبرًا، يخص الشعر، ويقوم على ذات الفكرة، لكن دون الحاجة لإنسان!.
- في الخبر: طوّرت شركة “جوجل” منظومة جديدة للذّكاء الصّناعي، يمكّنها مساعدة من يريد في تأليف الأبيات الشّعريّة!.
غذّت “جوجل” برنامجها الذي أسمته “بيت بعد بيت” بعشرات الآلاف من الأشعار التي نظمها أعظم الشعراء، حتى صار بمقدور “منظومتها” هذه تأليف الأبيات الشعريّة، عن طريق هذه الكلمات والتعابير، مع اقتراحات “كمبيوتريّة” للأوزان والقوافي!. وهديّة فوق البيعة: ضمان مجّاني لمراعاة قواعد النّحو والإملاء!.
- هل تنجح التجربة؟! الجواب يتعلّق برؤية واعتقاد كل واحدٍ منّا للشعر، وللفنّ عمومًا: ما هو، وما هي طبيعته!. طبيعته وليست وظيفته!.
- شخصيًّا، أرى أنّ الشعر، والفنّ عمومًا، قائم على الخطأ وليس على الصّواب!.
- وأنه أقام القواعد والموازين والشروط “الخارجيّة” المُلزِمَة بالصّواب، وبالـ”صّحّ”، وبالاستقامة المُتّفق عليها، فقط ليُمرِّر من خلالها الخطأ الذي يقلب الدّنيا ويعيد صياغتها أو يعيد التفكير في صياغاتها على النحو الذي كانت عليه قبل العمل الفنّي نفسه!.
- النبوغ الفنّي قائم على هذا النّداء: أنا لا أقلب الأوضاع والأمور، أنا هنا لأن الأوضاع والأمور كانت مقلوبة أصلًا، وبوجودي، صار بإمكان من يريد، رؤية الأمور بشكل آخر، ومن زاوية جديدة تمامًا!.
- بلغة “كمبيوتريّة” أقول: الفنّ قائم، أصلًا، على “تهكير” البرمجة!، أيًّا كانت، ومهما كانت قوّة تحصيناتها!.
الفنّ ضدّ “الحماية”!.
وهو بهذه الضّدّيّة فقط يحمي نفسه!.
- قواعد الفنّ: ميثاق، أمّا الفنّ نفسه فـانبثاق!.
- من الآخِر: لا ينفع “جوجل” ولا غيرها، حفظ ودمج، الأشعار، ولا النجاح بإيجاد صيغة ما لتفاعلات الكلمات والأوزان مع بعضها البعض.
صحيح أن هذه من الوصايا عظيمة الفِطنة، وأنها من دروب الفنّ موثوقة الفوائد والمنافع، لكن “جوجل” تغافلت عن الوصيّة الأخيرة: النسيان!.
لا فنّ مع ذاكرة صلبة!.