|


إبراهيم بكري
المعلق الرياضي جذاب أم مزعج؟
2020-12-23
لا يوجد قاتل حقيقي للمتعة الحقيقية في مباراة كرة القدم مثل معلق المباراة عندما لا يملك المهنية وجاهلاً لضوابط التعليق الرياضي.
التقليد مقبرة يدفن فيها المعلق الرياضي عندما يتقمص دور غيره، ويحاول أن يسير على خطى من سبقوه، لأنه لم يقدم نفسه ولم ينجح في كسب ثقة المشاهد.
وفي كثير من الأحيان يكون المعلق الرياضي نجم المباراة الأول، من خلال أسلوبه الشيق وقدرته العجيبة في سرد الأحداث التاريخية المرتبطة بالفريقين، إلى جانب سيطرته على جميع حواس المشاهد، ليبقى معه طيلة مجريات المباريات في رحلة من المتعة والتشويق.
لا يخفى على أحد أن التعليق الرياضي مهنة كأي مهنة تحتاج إلى الموهبة والتدريب حتى تنضج، ويجب أن تدرك أشياء كثيرة من أهمها:
- التحضير الجيد قبل المباراة.
- استخدام طبقة الصوت بشكل مميز.
- توفير معلومات عن المباراة تجذب المشاهد.
- الفرق بين الوصف والتعليق.
- عدم التحيز لأي فريق عندما تعلق في الدوري المحلي وليس مباراة منتخب وطنك أو فريق يمثل الوطن خارجيًّا.
- إتقان عوامل الجذب في التعليق.
من الأشياء التي أصبحت مزعجة لكثير من المشاهدين لدوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين ضعف أداء بعض المعلقين الرياضيين، بسبب ضعف إمكاناتهم التي لا تتناسب مع قوة منافسات الدوري الأقوى قاريًّا وعربيًّا.
من الأشياء التي تجعل المعلق الرياضي في دائرة الشك ومتهم بالتحيز وعدم الحياد عندما يلبس قبعة المحلل التحكيمي وفرض رأيه في الحالات التحكيمية الجدلية.

لا يبقى إلا أن أقول:
يجب أن يملك الناقل الرسمي للمنافسات السعودية معايير مهنية في تقييم أداء المعلقين الرياضيين، حتى نضمن استمرار المعلق الجذاب وتسريح المعلق المزعج صاحب الصوت النشاز.
مؤسف عندما تقرأ في مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل غاضبة من جماهير رياضية على أداء المعلق الرياضي المتواضع، وأنهم يفضلون مشاهدة المباراة على وضع صامت بدلاً من سماع معلق ثقيل دم.
المعلق الناجح يستطيع أن يسوق منتج الدوري في أفضل صورة، والمعلق الفاشل يطمس كل النجاحات لأنه ينفر المشاهد ولا يجذبه.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.